كما لم يكنْ
كما لم يكنيّ
كما لم يٌحطْ ببوّابة القلب عِِلْمًا
كما لم يٌقم ببستان روحي
ولم يؤوني في مداهْ ...
كما لم يسرْ على خطّ قافيتي
عابرا الي ضفّة الحلٌم المستبدّ
ليظفر بي مرّة زهرة
وأخرى شذى خافتا في سماهْ
كما لم ينازعْ دمي لونه
لكيما أكفّ عن الاحتراق
وأطفئ كلّ سعير التمنّي
وأغمسني مرّة في الجليد
وأخرى أحطّ على جزر من شرود
واخرى...

لا شيء غيري
في هذا البياض...
لا ضوء غير ما نزفت عروقي
ولا لحون
إلاّ ماتكسّر من صنّاجة الذكرى
أمضي إليه وينأى
وأقول يا بوّابتي فيوصدني...
ماللعصافيرالتي ربّيت خفّتها
تسري إليه
وأظلّ واقفة بلا منقار
وبلا ريش يدثّر عري روحي؟
ماالحبّ إن لم ننتثر كفراشتين
أو دمعتين
أو مثل عقد
أبلى الزمان خيوطه؟
مالي أسافر هكذا في كل آن
لأراك تنبت...

االموت لأقصى
أرى ولا أبصر أحدا.
كأنّي الذي في منامه يمشي وأخطو على بدد من تراب ..
وأنصت أنصت لا أحد الآن يسمعني،
ترى أين غابوا؟
فهذي بيوتاتهم تمدّ إلى الريح أعناقها
وهذي تفاصيلهم كلّها ماؤهم في القراب،
خناجرهم عانقت غمدها ،
بعض ملح غريب مسجّى على خبز حنطتهم في الخلاء،
ركاب بلا فارس يمتطيه .
نواوير سرج معفرة بالغياب.
أرى زيتهم كمشكاة ليل يرفّ ...

إنّي انتظرتك فانتظرني
لا تبتئسْ لخواء هذا العصرْ
هي لحظةٌ
لا لون يربك صُبحها
ولا نافورة تسقي مواسمها
لكنها كالحظّ زائلة
وأنا وحدي
سأدرك كيف أرجم عريها
وأقيم عند الليل نجما لخيمتنا
وياسمينْ...
هي لحظة كانت كنزْع الوَرد
ذات خميلة
أو مثلها مثل الذي أمسى بلا وطن
لكنّه ،أسرى ليقبس من وهْمٍ ينازعه
فلم يجد عند انشطار الليل
نارا تؤانس...

مالليل
إن غادرت أرضي
وما سمائي
إن أنت لم ترفع بنانك كي أصلّي...
مادهشة الصّبح النديّ
إن أنت لم ترحل بقلبي
ولم تضع في البنّ بسمتك الفريده
ما ريح هذا القلب
إن لم تمل بغصون بوحك فوق دوحي
ولم أكن كيمامة
أخفيتها كي لاتحاصرها العيون؟
ماهذه الدنيا إن أنت لم تخط
هنا في سوح روحي
ولم تجمعْ محارك
فوق شطّي...
ما نفع خطّي
إن لم يكن متواليات...