لا للتضحيات العمياء

تضحية من جانب واحد، طيبة غبيّة، نزف متواصل بالمشاعر، إعدام الذات الإرادي، الضغط على النفس لفعل المستحيل،تفريط بأقل حقوقنا، لماذا؟
حتى يُقال أن فلاناً لطيف؟
حتى يسعد الآخر على حساب تعاستنا؟
حتى يطمئن الآخر على حساب قلقنا؟
لماذا نهمل الفروض والواجبات ونتمسكّ بالمستحبات ؟
التضحيات العمياء ، تُنهك قوانا الداخلية، تأكل ثمار أعمارنا حتى نصل أرذل العمر " خاوين"
التضحيات العمياء، تسلبنا حق الأخذ، تُنسينا "أن لنفسك عليك حق" ، تُلهينا عن لذة الشعور بأننا أيضاً نستحق من يضحّي لأجلنا
التضحيات العمياء، تقودنا لأن ندرك كم كنا غافلين – لكن بعد أن يفوت الفوت-
التضحيات العمياء، لن تجعل المقابل يغـيـّر طبعه أو نيتّه، وستكتشف بعد حين حقيقته !
الكثير يستغرب أو يسألني: كيف أنتِ شاعرة وكاتبة ولن تسهرين أو تشربين القهوة في الليل أو تدخنّين؟
أنام متى ما " سلمّت الشمس" وأنهض مع صياح الديك ، أنام لأني متعبة، ولأني أحبُّ راحة عينّي وفكري
افعلوا ما بوسعكم فعله، دون أن ترهقوا أنفسكم
لا تمدحوهم فوق ما يستحقون، يعني مَنْ يمنحك أجرك مقابل عملك، لا تقل له: " فضلك أغرقني" هو لم يتفضل عليك بشيء، أنت كسبت أجرك مقابل تعبك، ومَنْ يقدّم لكَ خدمة بأجر كذلك..
مَنْ يساعدك بيدٍ لئيمة، يختلف عمن يساعدك بيد كريمة! فلا تحطهُ بهالة النبلاء
لا تنتظروا لُـقمة دون مقابل من " بطون جاعت ثم شبعت"فأولائك لن يعطوا شيئاً لوجه الله
لا تمنحوا وقتكم لمن لا يمنحكم وقته.
لا تتنازلوا عن مبادئكم من أجل مَنْ يتنازل عنكم لمصالحه.
لا تنتظروا محادثة مَنْ هم مشغولون عنكم.
لا تُعوّلوا على مَنْ " يأكل لحمكم" ، لأنه سيأكله مرة وعشرة
لا تثقوا بمن صادق عدّوك وصاحبه وجامله.
لا ترهقوا تفكيركم بمن رحل ومن جاء.. مَنْ " يريدك " لن يرحل ، ومن " يجيء " ونيتّه سليمة لن يرحل ، لأن الله الخالق سبحانه بعون ومع القلوب السليمة والصحيحة.
تصالحوا مع ذاتكم أولاً ، لتعيشوا السلم مع الآخر، وتسامحوا مع أنفسكم أولاً، لتبصروا حقيقة الأمور من حولكم.
لا للمجاملات على أُسس الأمور والعلاقات
لا للتضحيات العمياء..
" ذكرى لعيبي"

الموضوع الأصلي: لا للتضحيات العمياء || الكاتب: ذكرى لعيبي || المصدر: مؤسسة صدانا مسجلة في الهيئة الدولية لحماية الايداع الفكري