سرديات حزينة

"أُحب أن يبكي"لتجاوز خيبات السياسة، وظلم البشرية، فيلجأ إلى أشعاره ويراجع ذكرى حضور أدمته الفجيعة، حتى أبكته ليحتل قلبه موقعا مميزا في الآلام والخيبات يصبح هازم الحسرات حيناً، وصانع النصر حينا آخر.

كان يغلق ستارة غرفته، كل مساءٍ ليراقب خطواتها العائدة إلى منزلها المتواضع عند حافة نهر البلدة، يستمتع لسماع موسيقاها المفضلة، كمان وكأس نبيذ واسترسال حتى ساعات الصباح الأولى.

مرتزقة

خلسة سرقوا حنين الوتر
وربابة الوادي، ولون المطر
تجبروا، خر رضيعهم
ببحة ناي

هبط كوكب، ذات ليلة فوق وسادتها
شاركها حلم العودة
وكتب عند هامش صفحةٍ
غرقت بدمعها قبل أن تنأى عن عالمها
كتب الآتي
هاتي يدك، وشاركيني
حلم الوصول إليك
ترجل ومازال بين الغابات
يفتش عن سكن إليه
يأوي بعد عينيها!

تشع بهجة بعبق حضورها، تخضوضر مساحات المنزل بضحكتها، صباحاً عندما تنهض تزدهر كل مساحة تعطر بها حضورها، تخاطب كل فردٍ كما يشاء، وترسل بين الضلوع نسائم دفء، هي الأمان عندما تهب عواصف الغدر، هي الأمن لقلب أعياه رمد أو ألم به حزن.

من أعنف أقداري مصادفتك أنت..
ابتعدت عني من فترة لأجد نفسي محاطة بمجموعة من الصور تعيد تكوينك أمامي لا أعرف لم توسلت الزمن أن يعود وأنا لا أُحِب العبث بالماضي الذي رحل مازلت لا أُتقن فن اصطياد الرجل الذي يزحزح الستائر عن نوافذي ليتسلل شعاع لثانية في شهرها الثاني له معه..
جاءني طيفك يحمل شيئا من نور لأيامي قبل أن أبكي وأشعر بالغصة أريد أن أطمئن عليك وأن أفتح حاسوبي فأرى رسائلك وهي تتفقد صباحاتي تنتظر مني فنجان القهوة وأنتظر منها قبلة وبعض من همسات ندية!