![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
التسجيل | المدونات | التعليمـــات | التقويم | البحث | مشاركات اليوم | اجعل كافة الأقسام مقروءة | ||
تويتر أسماء | asma facebook | بوتقة المسك | موقع أسماء | موقع التاج | رفع الصور | مركز التحميل |
خفقات الذات سُكُون هُنَا (في محراب ذاتي) بصحبه أقلامي وِقٍرطَاسي |
![]() |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
شاعرة جزائرية
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
((الحيل الدّفاعيّة عند "سيغموند فرويد"))!!!/النّكوص.
((06 أيّار -ماي- 1856—23 أيلول -سبتمبر- 1939، للميلاد)). -تحليل/فضيلة زياية ( الخنساء)- كنّا قد تناولنا -في سلسلة سابقة متلاحقة- الحديث عن الحيل الّتي يلجأ إليها الإنسان، محاولة منه -ولو فاشلة- للتّملّص من الحرج الّذي يعيشه، وبخاصّة حين يكون مذنبا أو مجرما يعيش تأنيبا عنيفا من قبل ضميره، لا يجعله مرتاحا طوال حياته. ولقد سمّى العالم النّفسانيّ النّمساويّ "سيغموند فرويد"/Segmund FREUD هذه الحالات: "الحيل الدّفاعيّة"، لأنّ الإنسان لن يلجأ إليها إلّا عندما يكون واهما بأنّه يستطيع بها الدّفاع عن نفسه ومحاولة تبرئتها ممّا يعلق بها من تهم حقيقيّة ثابتة في حقّه، بالدّليل القاطع وعلى الجرم المشهود. رأينا "الإسقاط"، الّذي به يحاول المذنب أوالمجرم أن يعيش حياة جديدة متوازنه -في تصوّره، لا في تصوّر غيره- وهو ينسب أخطاءه الفادحة الفظيعة كلّها إلى الآخرين، فيراهم مذنبين ويرى نفسه الوحيد الّذي لا يخطئ أبدا. وهنا تتجلّى أمراضه المتفاقمة وعقده النّفسيّة العويصة، وهو يرى نفسه -فوق الجميع- منزّها مبرّءا من كلّ عيب لا يخطئ أبدا. ولا يكتفي بهذا، بل ينسب إليه إيجابيات من هم حوله محاولا -عبثا من غير طائل- أن يسلب منهم كلّ ميزة حسنة تميزه منهم، وبخاصّة حين يكونون من الأعداء أو حين يكونون من الخصوم، وبالاخصّ، حين تكون لديهم إمكانيّات علميّة خلّاقة. وهنا، تتجلى غاية إحباطه وتدميره لنفسه: من حيث لا يدري. يعيش الإنسان طفولته البريئة بطريقة معيّنة، ويزاولها بنمط خاصّ به؛ هو نمط: لا يشبه نمط الآخرين... هذه الطّفولة الّتي هي المرحلة الحسّاسة كثيرا في حياة كلّ فرد منّا؛ ذلك: لأنّها "المرحلة الحاسمة" حسما لا يقبل الجدل ولا يناور بالمراجعة في بناء شخصيّة الفرد وتحديد مستقبله في حياته. لهذا، أولى "سيغموند فرويد" الطّفل عناية خاصة جدّا، فجعل من طفل اليوم "رجل الغد" الّذي يعوّل كثيرا على سواعده الأمينة المتينة في البناء والتّشييد والنّهوض بالبلاد كي يبلغ بها مصافّ البلدان الرّاقية المتقدّمة، ومن هنا: تزهو أمّته بين الأمم وتزهر. ومن هنا، نلاحظ معظم النّاس -من الجنسين ومن غير تمييز- يداومون على العيش في أحضان ماضي طفولتهم، حتّى وهم في سنّ متأخّرة نحو الكهولة ونحو الشّيخوخة... تراهم يعودون خطواتهم أدراجا كبيرة عملاقة إلى الوراء، ليرتموا في أحضان الماضي، بكلّ ما فيه من خفايا ومن ملابسات ومن أغوار، لا يستطيع سبر حقيقتها الغامضة غير ضليع ناصع في التّحليل النّفسيّ... ولقد تولّى "سيغموند فرويد" هذه الحالة بالعناية والرّعاية، وأغدق عليها الفائض من الدّراسة والإفاضة في التّحليل النّفسيّ العميق، وخصّها بأهمّيّة عظمى من وقته، فأطلق عليها مصطلح: -النّكوص- ما هو "النّكوص"؟ وما هي أعراضه، وفيم تظهر ملابساته؟ النّكوص؛ لغة: هوالرّجوع إلى الوراء. نقول: "نكص على عقبيه"؛أي: رجع القهقرى، بسبب الخوف أوالتّردّد، أو بسبب أيّ عامل من العوامل المعيقة له عن مواصلة سيره أومواصلة ما عزم على الإقدام عليه. ويرافق "النّكوص" الكثير من الإحجام وإلغاء المشاريع، فبدلا بسيره إلى الأمام، يتراجع بخطواته إلى الوراء، لينغمس في الماضي، بكلّ ما فيه من آمال ومن آلام... بكلّ ما فيه من انتصارات ومن انكسارات...بكلّ ما فيه من تألّق ومن انطفاء... فأمّا في علم النّفس، فإنّ النّكوص هو: ((مصطلح في علم التّحليل النّفسيّ، يلجأ فيه الفرد إلى الرجوع أو النّكوص أو التّقهقر إلى مرحلة سابقة من مراحل العمر وممارسة السّلوك الّذي كان يمارسه في تلك المرحلة، لأنّ هذا السّلوك كان يحقّق له النّجاح في تلك المرحلة العمريّة، حيث كان بمثابة سلوك مريح وممتع يشعره بالأمان في تلك الفترة)). ويرى "سيغموند فرويد"، أنّ النّكوص تكمن حقيقته في: ((وجود نقاط ثبت عندها الإشباع في تطوّر الفرد، ٱطلق عليها نقاط التّثبيت يعود إليها الفرد، كلّما شعر بأنّ الإشباع أصبح محالًا في المستوى الأعلى الّذي بلغه، ويتضمّن النّكوص كذلك حرمان الإشباع في الوقت الحالي، هو المسؤول عن ارتدادات الطّاقة النّفسيّة المهيّئة للعمل، إلى مرحلة سابقة توفّر إشباعًا نكوصيّا)). حين نتحدّث عن النّكوص -من حيث كونه "مصطلحا نفسيّا" قبل كلّ شيء- فإنّه يتبادر إلى أذهاننا مباشرة، أنّ الإنسان لا يعود أدراجه أبدا إلّا إلى ما كان قد سرّه في ماضيه وأدخل البهجة إلى نفسه من الأبواب جميعها -وبخاصّة في سنوات طفولته الأولى- ذلك، لأنّ طبيعة النّفس البشريّة ملول نفور، لا تحبّ الألم ولا ترضى بالضّرّ ولا تقبل أبدا بالخسائر والضّرر. ومن هنا، فإن نكوص المرء نحو طفولته البرّاقة الزّاهرة الزّاهية -وهو في سنّ السّبعين ((70))؛ مثلا- يحيلنا مباشرة إلى أنّ ذلك الإنسان "النّاكص" -بطريقة عفويّة لا شعوريّة نحو طفولته- قد عاش أحلى مراحل عمره خلال تلك "الطّفولة". لقد عاڜ عيشة ملؤها الرّضا والحبور والفرح والمرح والانشراح والسّرور، لم ينغّصه فيها أيّ منغّص، ولم يشعر طيلة أوقات حياته تلك بأيّ تكدير، من قريب أو من بعيد... لهذا، فهو يحنّ إليها حنينا جارفا لا يقاومه غير الموت، ولا حرج عليه في هذا، بل هو من حقّه "الدّستوريّ" المشروع، وقد بلغ من الكبر عتيّا، طالما لم يعتد على حقوق النّاس ولم يعتد على حرّيّاتهم الشّخصيّة ولم يصادرها ظلما. وهذا ما كان الشّاعر يرمي إليه، بقوله: ألا ليت الشّباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب. لو لم يعش هذا الشّاعر الحكيم مرحلة شبابه في بحبوحة نفسيّة غاية في الملاحة والجمال، لما تمنّى عودة مرحلة الشّباب، ليشكو إليه غلظة المشيب وهو ساخط متبرّم يتلوّى من الألم المبرح... إنّه ((النّكوص "الإيجابيّ")) بأرقى صوره البهيجة النّاضرة، لأنّ النّكوص السّلبيّ يضرّ بالعميل، كما يخرّب حياة المحيطين به، فمن نشأ على الأنانيّة، حين كان كلّ شيء له وفي حوزة يديه خلال طفولته، سوف يشبّ على هذا الفساد؛ ثمّ يشيب: مستوليا على ما ليس له وهو من حقوق النّاس، متخيّلا نفسه في مرحلة طفولته الّتي نشأ فيها على فساد القيم ومغالطات المفاهيم. ومن هنا، فهو يستولي على ما ليس له بالاحتيال والنّصب واستعمال سواعد القوة، لاجئا إلى أساليب العنف في معظم الأحيان. الموضوع الأصلي: ((الحيل الدفاعية عند || الكاتب: فضيلة زياية || المصدر: مؤسسة صدانا مسجلة في الهيئة الدولية لحماية الايداع الفكري
|
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|