سرديات حزينة

تسللت مِن بعيد كما حلمٍ على ضفاف نهرٍ
لثمت جهات العُشاق
واتحدت بالمياهِ كما انشودةٍ صباحية
تراقصت وتمايلت
حملها بغبطة ورمى بنفسه
أحضان النهر
كم جميلةٌ الحياةُ
ياصديقي
عِندما تلتقي الإنسانية بالطبيعة!

على جِسر الشهادة
رمت شالها
وحب الوطن تاجها
اقترب موكبه معانقاً السماء
كبرت ملائكة الأرض
وطارت بجسده درجات الصالحين والقديسين
إلى طرطوس سلامنا

تهيأ الرفاق للرحيل
عن دُنيا المتاع
لا الحنين يعودُ بهم
ومهما تزايدت الأحزان
لا لقاء
يا إخوة السلاح

رحل، ولن ينسوهُ
كُل ما كان يملكهُ
روح بنقاء ملائكةِ السماء
جاد بها
ذِكراهم في جناتِ الخُلد

وفي صفحات الفخار
يومياتهم الوطنية
تُتلى مطلع كُل شمسٍ

على يمين المقعد كان هو
وبجانبه كُنت انا
أمسك يدي
كتبنا الدرس الأول
كان حسابا
والأخير كان إنشاء
ومازالت دروسنا
حسابا وإنشاء

غفوتُ عِند أفول نجمٍ، واستيقظت لحظة مُداهمةِ الشمس للأرض.
وجدت الدنيا مازالت بين نهارٍ وليلٍ، تدور في فُلك أحداثٍ هي بريئة مِنها!

وعدتني شمسها بالوصالِ، انتشلني قمرٌ مِن حر الانتظارات.

نأى عنها، اقتربت منهُ، ساعاتُ الغروب مليئة مفاجآت.

اِتخذ وضعيةٍ قتاليةٍ بين حفر الخنادِق المرصوفة بانتظام، تحت شمس حزيران، كان الصيف في أوله و الحرارةُ بارتفاع، صهل رصاصهم، أهداها النجاةُ، وأهدتهُ الحياة.

ذهبوا وضوء القمر، تاركين الشمس لي، أحترق بذكراهم أصيل كُل مساء.