![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
التسجيل | المدونات | التعليمـــات | التقويم | البحث | مشاركات اليوم | اجعل كافة الأقسام مقروءة | ||
تويتر أسماء | asma facebook | بوتقة المسك | موقع أسماء | موقع التاج | رفع الصور | مركز التحميل |
جائزة القصة القصيرة خاص بوضع النصوص المشاركة في المسابقة |
![]() |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
روائى وناقد وشاعر مصري
![]() |
![]() حتى لا يحجبنى السياج كنا نسافر سوياً فى ظلام الليل نبدد حلكته ونستضيف البدر ليشهد عرسنا .. تحتوينى كل ليلة بين ذراعيك .. أنام على صدرك ، .. هناك .. حيث ينقطع الطريق ، .. لم أشعر بالأمن إلا فى رحابك ، ولم تشعر بالسعادة إلا عندما أقبل ، .. نعم .. كنت أحس بارتعاشة جسدك النحيل وأقرأ فى عينيك عبارات الوجد 0 لحظاتك الساكنة فقط هى التى كانت تثير اهتمامي ، كنت تعيدنى بها إلى عالمى الكئيب .. أنت تعرفه جيداً .. لم أكن لأشك فيك ، لم أشأ لأقتحم لحظاتك .. سوف تخبرنى .. نعم .. فأنا لا أخف شيئاً عنك 0 صفصافة نعمات كانت شاهداً على ميلادك فى روحى .. أتذكر ذلك اليوم .. كنت قد قررت الهروب من طغيان زوجة أبى .. لم أستطع تحملها أكثر من ذلك .. كنت أنت هناك تصطاد فى مياه الترع .. لم ألتفت إليك .. بينما خرجت تحمل بعض السمك ، القيته بين يدى ، رفعت طرف عينى إليك مستنكرة .. ابتسمت ، ثم أطلقت كلمة كأنك تقرأ ما بداخلي : لاشئ فى هذه يستحق الحزن هيا .. هيا .. ادع لى .. ساعتها أدركت أننى إذا هربت سأخسرك .. فعدت أتحمل لسان زوجة أبى الذى تعودته .. كنت مجنوناً ، وأنا أطيعك .. واعدتنى فى كل أوقات اليوم.. ساعة بساعة حتى فى ساعات الليل المتأخرة وقبيل الفجر ووقت الفجر .. كنت تريد أن يكون الزمان شاهداً علينا .. لكنك تقيدت بمكان واحد .. هناك حيث ينقطع الطريق تحت صفصافة نعمات .. كنت تحبها مثلى .. كانت فروعها تتدلى خضراء تنبض بالحياة ، يسمونها صفصافة شعر البنات .. تتموج مع الريح تعزف نغمات فريدة .. كانت ألحانها تستثيرنا .. فنغنى ونطلق أغنياتنا للريح ، ترددها العصافير وأسراب الحمام وفراخ الغيط . أذهب كل يوم إلى نفس المكان .. أشعر باختلاف كبير ، لايقلل منه إلا تلك الذكريات .. تتناوب على عقلى لحظاتنا ، .. أحس بمرارة تلف حلقى .. أذويها داخلى وأعود .. لم يعد المكان يثيرنى .. يتساوى الليل والنهار فى عينى كلاهما .. يمر بطيئاً ثقيلاً .. جاراتي يتناوبن على زيارتى .. يثرثرن فى كل شئ .. أشعر بالحسد يمرح فى عيونهن .. أبتسم رغماً منى وأعطيهن أذنى . أكاد لا أفهم شيئاً مما يقلن .. فقط أعطيهن أذنى وأمارس شرودى .. الآن وبعد كل تلك السنوات .. تشوهت الذكريات .. ما عادت تكفى .. كلما أرسلت لى شيكاً .. تختلط الذكريات ، وأحس بأننى مازلت فى دائرتك أمضغ ألامي وتحملنى قدماى إلى صفصافتنا العتيقة .. نعم .. أصبحت عتيقة .. ضرب السوس جذعها المائل .. حاولت تثبيتها على قائم .. أعتقد أنه لن يتحمل كثيراً.. فقط .. كل مايربطنى بك منذ قرارك تلك الوريقات .. عندما تفكر فى العودة ستجدها معلقة هناك فى أعلى شجرة الصفصاف , عد بسرعة فقد سمعت أنها على وشك الرحيل .. وعندما تعود لا تحاول البحث عنى ، فهذه المرة قد صممت على قراري .. الموضوع الأصلي: حتى لا يحجبنى السياج || الكاتب: محمود الديدامونى || المصدر: مؤسسة صدانا مسجلة في الهيئة الدولية لحماية الايداع الفكري
|
![]() ![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|