ريحان أو عالم الطفلة ريحان الأطرش الشّعريّ

بعد إصدار مؤلّفها الشّعريّ البكر " ريحان" عن دار نقوش عربية دخلت الشّاعرة

التّونسيّة الموهوبة ريحان الأطرش من مواليد سوسة في 25 فيفري 2009

أنطولوجيا الشّعر التّونسيّ الحديث لتتوّج بلقب أصغر كاتبة و شاعرة تونسيّا و لما لا

عربيّا في وقت يعزف بعض المبتدئين عن نشر كتاباتهم و الإكتفاء بمخطوطات قد تتآكل مع مرّ الزمن لتنسى بعيدا عن عيون القرّاء.

إنّ المتأمل في لوحة غلاف المجموعة الشّعرية ريحان لا أبالك يشدّه وجه المرأة المكلّل بالزهور إيحاء بمكانة الأنثى في مجتمع عربيّ آثر أن يعيش على الأسطورة و حكايا

شهرزاد و كأنّي بصاحب اللوحة أو من إختارها للغلاف الرئيسي أراد القول أنّ المرأة التونسية بإمكانها نحت طريقها في عالم الكتابة في كنف النّحاح .

فالديوان الصغير الصادر هذه السنة 2017 في حجم صغير حمل في طيّات صفحاته قصائد جميلة تعبّر عن مشاعر وطنية و عاطفيّة كم نحن أحوج لها في زمن الضياع

و تقلّب النوايا و عدد صفحاته ال 42 هذه إستهلّتها بإهداء قيّم لوالدتها التي كان لها كل الفضل في إكتشاف موهبتها مبكّرا ثم لوالدها و لكلّ من شجّعها و خصّت بالذكر الشاعرين الصادق شرف و المنصف المزغنّي و الفنّانة لبنى نعمان و الصحفيّة نسرين حشّانة و تصّدرت قصيدة أنا المعلّم أولى الصفحات فتقول :

سأرفرف رغم الداء و الأعداء فوق قمّة الشّعانبي الشّمّـــــــاء

أرنو إلى الوطن الجميل هازئا بالإرهاب و الجرذان و الأنواء

+ قصيد نسخته كما أشارت في الديوان على قصيد أبي القاسم الشّابي الشّهير.

و تقول في قصيد : ما الشّعر؟

الشّعر درب طويل يبدو لقائلة مناسب

الشّعر جرح عميق كجرح جندي محارب

+ صفحة 9

و تشفق الطفلة الشّاعرة على المنظف البلدي فتقول فيه:

رأيته كادحا ينظّف الٍّرّصيف

شتاء ربيعا صيفا و في الخريف

تعب بكدذ من أجل رغيف

و جهه شاحب و جسمه نحيف

+صفحة 11

و تثور بعدها في وجه الإرهابيين القتلة فتصرخ ملْ تمرّدها على قتلة الراعي الشّهيد فتقول:

لبس معطفه الصّغير البالي

قبّل أباه المريض الغالي

أقبلت أمّه تودّه في الحال

حمل نايا و مذياعا للتسالي

.............................

............................

صاحت الأمّ أتركوا إبني الغالي

زغلردت أنّه شهيد عند العالي

+صفحتا 16-

17

و تقول في آخر الديوان :

صغار الحيوانات

هيّا نبحث يا أطفال

عن صغار الحيوانات

في المنازل و المزارع

في الفضاء و الغابات

+ صفحة 38

إحتوى مؤلّف ريحان عشرين قصيدة تبدو من الوهلة الأولى سهلة ممتنعة لكن مضامينها يفوق سنّ الشّاعرة التي لو واصلت بنغس العزم و قرأت أمّهات الكتب الشّعريّة و درست علم العروض لتحقّق حلمها قريبا بنيل مراتب عليا في المشهد الشّعري التونسيّ و العربيّ خصوصا.

قصائدها تعدّدت فيها الصور الشّعريّة و الأغراض المختلفة تحت عنوانين جذّابة ك:

أنا المعلّم -ما الشّعر-منظّف الشّوارع- لغة الكائنات-لا أعرف-الرّاعي الشّهيد-حوار مع أمّي-المتسوّلة-كلّ عام وأنت حبيبتي- الوظيفة-الفقير و العودة المدرسيّة-أمّي-الحياة-

أكره الإرهاب-المغترب-أنا و الفصول الأربعة-المعتمد-سامحيني أمّي-عيد الإضحى-

صغار الحيوانات.

كتاب صغير لأديبة بدأت تتلمّس خطواتها الأولى نحو التميّز في فنّ القول الشّعريّ حبّذا

لو أقبل الصغار قبل الكبار على ولوج عالمها المليئ بالحياة ة تدفّق المعاني لإكتشاف موهبة قد تؤكّد الأيّام مدى نضجها و نمو فحولتها الشّعريّة

الموضوع الأصلي: ريحان أو عالم الطفلة ريحان الأطرش الشّعريّ || الكاتب: النوري قم || المصدر: مؤسسة صدانا مسجلة في الهيئة الدولية لحماية الايداع الفكري

ماشاء الله ,, مبارك التميز لريحانة تونس اصدارها الشعري وتميزها
وان شاء الله مسيرة رائعة عالم الشعر والإبداع
شكرا لكم ..أ.. النوري قم جميل العطاء

كل التحية

والله وفى هذه السن الصغيرة لاشك انها يوما ستكون شاعرة عظيمة اذا فلتت من مصيدة المسيطرين....فكما قلت ياسيدى ان هناك الكثير من المبدعين اكل ت القرضة مخطوطاتهم ومنهم من سقط فى الطريق...نتيجة التعتيم عليهم تحياتى لك حيث قدمتها وتحيتى لها شاعرة عظيمة على الطريق