حواري مع الشاعر والناقد سليمان محمود جمعة من لبنان

حواري مع الشاعر و القاص والناقد الأستاذ سليمان جمعة من لبنان.

مرحبا بك معنا في هذا الحوار وشكراً لك على تلبية الدعوة.

س1- نريد بطاقة تعريف عن الأستاذ سليمان جمعة؟
ج١: بطاقة تعريف
الأستاذ سليمان جمعة ابن ريف، ترعرعت في برية
حيث كل الأشياء معطاءة وكل الأصوات أنغام صلاة.
زاولت التدريس طوال أربعة عقود ونصف ،
بعد أن تخرجت من دار المعلمين ..أكملت دراستي الجامعية في مادة اللغة العربية وآدابها.
أحب الفن وخاصة الرسم والخطوط..
أسست منتدى الربيع الأدبي وهو نشط منذ ثلاثة عقود وما يزال.
يستضيف الشعراء والباحثين.
*عضو اتحاد الكتاب اللبنانيين.
و*حركة الريف الثقافية..
صدر لي : - سبعة دواوين شعرية
وفي السرد صدر لي
- مجموعتين قصصيتين..

س2- متى وأين كانت بداياتك في الكتابة؟
ج٢: البدايات
ابتدأت الكتابة مع بداية التدريس
في سن ال١٩.. حيث كنت أرسم خطيطة على "اللوح"
وأطلب من التلاميذ أن يشاركوني في تأليف نص من وحيها ..وكانت في معظمها خطيطات ريفية ..ومنذ ذاك التاريخ تكون قاموسي الأدبي وهو ريفي في الغالب.
ومن وحي ذلك كنت أنسج قصيدة ..وهكذا شعرت أني أمتلك موهبة الرسم والخط والشعر...تحتاج كلها تنمية وتنشيطا..

س3- ما هو الاسم الأقرب إليك: القاص أو الشاعر أو الناقد؟
ج٣ :
الشعر هو عالمي ..والقصة أكتبها باللغة الشعرية .. أجد ذاتي في القصيدة وخاصة قصيدة النثر..
أما النقد فهو موهبة كالشعر أحاول أن أقرأ النص وأكتشف عالمه المتخيل وأكتشف حركته أو حياته الافتراضية ليبدأ الحوار
الذي أعده بعد التحليل والتفسير منطلق النقد.. ف. مفردة "ناقد " كبيرة جدا لا أدعيها. إنما أنا قارئ بمنهجية ما..

س4- لمن تقرأ؟
ج٤ :
مكتبتي هي بيتي كما هو المنتدى ..صالوني الأدبي
اقرأ لنقاد عالميين وعرب ك..رولان بارت. و.دريدا و سعيد بنكراد وسعيد يقطين وحمد لحميدان..والغذامي..عدا عن النقد القديم فلي قراءات كثيرة فيه وخاصة الجاحظ والفارابي ..وابن فارس..
والقصص العالمية الروسية والفرنسية وغيرها .
وفي الشعر ..لا أعدد ذلك فهم كثر ..ولكن عنترة وادونيس وعمر أبو ريشة هم المثل... أما في القصة القصيرة والفلسفة ف الدكتور داهش الكاتب اللبناني هو من تأثرت به كثيرا..

س5- ما رأيك في قول الشاعر الكبير يفتوشينكو:" من واجب الشاعر أن يقدم لقرائه مشاعره وأعماله وأفكاره على راحة اليد وعليه كي يحظى بقدرة التعبير عن حقيقة الآخرين أن يدفع الثمن بالكشف عن حقيقته دونما رحمة أو شفقة"؟؟
ج٥ :
قول الشاعر يفتوشينكو :
"من واجب الشاعر أن يقدم لقرائه مشاعره وأعماله وأفكاره على راحة يده وعليه كي يحظى بعد التعبير عن حقيقة الآخرين أن يدفع ثمن ذلك بالكشف عن حقيقته دون رحمة أو شفقة."
هذا القول متشعب الدلالة.. في الكتابة الذات هي الكاتبة. تكتب تجاربها وانفعالاتها بها وموقفها. برؤية خاصة ..لتكون له أي الشاعر فرادته ...لغة وموقفا ورؤية.. وكلما كان صادق النقل والتصوير تلقاه القارئ بصدق يماثله.. والخاص أو المحلية تكون انسانية كلما كانت نابعة من الذات من حياتها وتجاربها.. فبين الهوية وبالذات مسافة ليست قصيرة..
بين أن نقول من ؟ وما هو ؟
من أي الذات المتكلمة و*ماهو* تفسير ال"نحن الجمعي".. كالوطنية والتاريخ... بين شخصيتين ذاتي وشخصيتي الجمعية.. الثانية معروفة إنما الاختلاف فيها في التقديم أما الذات فهي الجديد.. فعلي إذن أن لا أجمل ما أنا فيه لأقدم ذاتي نمطا معروفا..

س6- على غرار نقدك لقصائد الهايكو للهايكست السورية هالة الشعار_ Hala Shaarهل انتقدتم قصائد أخرى لشعراء وكتاب آخرين ؟
ج٦:
هالا الشعار شاعرة تكتب قصيدة النثر والهايكو..قرأت ديوانا لها اهدتني اياه ..وتحادثنا حول النقد والكتابة ..هي عميقة الثقافة ..ولها رؤيتها.
... ونقد الهايكو ليس جديدا على النقد الأدبي فالمدرسة التصويرية الحسية التي أتى بها عازرا باوند وتلميذه ت.س.اليوت. بتأثير من الشعر الشرقي الياباني والصيني والرقص الهندي.. ولكن الاختلاف في الشكل.. فتدفق الصور الحسية تنتظر من يقرأها بآنيتها وكيف ينفعل بها.
هكذا طبقت نظرية ذلك على هايكو للشاعرة هالا.. أما نقدي لقصائد غيرها فاعتمد ذلك أيضا ونظرية الفارابي في القول الشعري ..وقد قدمت دواوين عديدة في المنتدى ..وقصائد كثيرة وقصص قصيرة..
وخاصة ابيات لعنترة وفلسفة الصرف في اللغة ..والشعر الحديث لشعراء يكتبون قصيدة النثر.

س7- ما هو اصعب نص عملت له دراسة نقدية ؟
هو نص قصصي لكاتبة فلسطينية
صالحة حميدين.. وهي قصة نالت جائزة عالمية على اكثر من ٢٠٠ قصة. وهي باسم " حنتوش"
قدمت الدراسة في منتدى الربيع الادبي..

س8- نريد أن نقرأ لك بعض ما كتب الأستاذ سليمان جمعة؟
مما كتبت :
كوثر
بسقوط الثلج يستبشر الناس خيراً ..كل له نيته الخضراء في ذلك إلا العدو يحلم بسرقة الذوبان من محاجر أرضنا.. قد خلقه الله واختاره رفيقاً لإبليس ..يكافئه على تسبيحه القديم وعمله الصالح قبل أن يأمره بالسجود لآدم واستكباره. كل علماء الأرض التعساء يؤكدون أنه يسرق كل شيء.. حتى" الله". فاسمه محرف كتاريخه "اسرق -إيل".. فصحف القاف الى الهمز لتجاور الحلق واللهاة. أنهيت كلمتي بهدوء. لم يصفق أحد . أحسست برعشة تسري في جسدي ..تعرقت.. غادرت المنصة ،سرت بضع خطوات.. تأرجحت. اعترتني دوخة بسيطة . الحضور يغادرون ،لم يروني أسقط أرضا. لم يغادرني الوعي.. خطواتهم الثقيلة تضج في رأسي.. نبضها بارد وغبي.. وحدي أشعر أن الكون يكفنني بالصمت الأسود البهيم كسرادق يمتد طويلا ؛عند نهايته ،رأيت عيني تدمع.. تغسل هذا الوقت وتسير من محاجره ، تسرق الوعد باكرا.. شهيا كالشتاء.. تبكي من يخرج آخر الزمان من عيوننا..
قصة قصيرة
أمس في غار وحدتي قرأت ما ردد علي حلمي لم أكن أميا تعلمت ان أتهجى نبض قلبي فهمت..... ألملمه عن شجري .. والمطر عندما نطق به الحجر آمنت....
ناسك
أمضيتُ ليلي ساهداً ألملم بقايا أحلامي...
جمعتها....من زوايا غربتي حزمة يابسة مهشمة ..
ربطتها بخيوط الاسى... رميتها في موقدي ...الشره...استعصمت على النار بالخيال..
البرد شديد وعويل رياح ... صمتي البارد يفرد كفيه يستدفئ...
عيوني الذابلة تحدق في الفراغ تلفحها موجات حارة من أنين.. أقبل علي الصباح عجوزا ...
قرع بابي ...الذي اقتلعته الريح ..
غفت مقلي على راحتيه ..ورحلنا . .
نستظل شجرة الذكرى... عارية كانت...وحيدة ...خاوية ...
سرقت منها العواصف لبها..... لم استيقظ
... تابعنا الهيام الى النهر...احسست ببعض رذاذ يصيب وجهي ..
ساخنة دموع النهر.. رغم الصقيع.. العطش ينهرني ..بسطت راحتي اغرف منه ...كان يبسا...
اكملنا التيه.....نغمس التحديق في سراب بهيم.

س9- ماهي مشاريعك المستقبلية بخصوص الشعر والقصة القصيرة والنقد؟
أما مشاريعي المستقبلية فذلك نشاط يسكن روحي. فهناك العديد من المجموعات المخطوطة شعرا وقصصا .وأبحاثا نقدية.. أسأل الله أن يمدنا بالعافية والعمر لنكمل ما نصبو اليه.

س 10- كلمة أخيرة؟
أريد ان أقدم شكري لكم الأستاذة سامية بن أحمد على اهتمامكم الجميل بشخص الأديب والشاعر والهايكست وما تبذلينه من جهد في إعداد الحوارات.

انتهى

الحوار تحت إشراف وإعداد الشاعرة سامية بن أحمد من الجزائر.
بتاريخ 20يناير2019

الموضوع الأصلي: حواري مع الشاعر والناقد سليمان محمود جمعة من لبنان || الكاتب: سامية بن أحمد || المصدر: مؤسسة صدانا مسجلة في الهيئة الدولية لحماية الايداع الفكري