رباعيات

تـحـكـي لـقـهْـوتِهِ فـراشـةُ روحِــهِ
عـنْ غـرْسه الـكلماتِ رغْمَ جروحِهِ

عن دمعةٍ تصِفُ امرئَ القيْس الذي
فــي نـبْـضتيْهِ يــرى بـكـلِّ قـرُوحِهِ

عــنْ ضـحْكةٍ تـجدُ الـشفاهَ حـزينةً
عـنـدَ الـمُـحبِّ تـتيهُ بـينَ شُـروحِهِ

عــــنْ زارعٍ أمـــلاً ويــحـرثُ قـلـبَـهُ
هلْ تُنْبِتُ الشهقاتُ بعضَ صُروحِهِ؟

وتُـحـبُّها شـفـتيْنِ حـيـنَ تُـحبُّكا
وتـصُـبُّـها نـغـمـاً لــهـا فـتـصُـبُّكا

تـأتـي إلــى رعـشاتِها مـتوضّئاً
بـالأبـجديّةِ فـيـكَ يـسْجُدُ حُـبُّكا

ويــرى فـؤادُكَ مـا يـراهُ مـذاقُها
لـيزيدكَ الـحلُمُ الـشذيُّ تشَبُّكا

يا يوسُفَ القدَرِ المراوغِ طُفْ بها
واقـرأْ صـباحَكَ حـيثُ يرقُدُ جُبُّكا

قــيـلَ سُـبْـحانَ حُـبّـه سُـبْـحانا
شــاءَ عِـشْـقاً فـأنْـبَتَ الألْـحـانا

سجَدتْ حوْلَهُ المعاني وخاضتْ
أدْمُـعَ الشوْقِ في مداهُ امْتِحانا

فـارتـدى قـلْـبُهُ جـمـيلَ الـنـوايا
حـيـنَها انـسـابَ نـبْـضُهُ فـرْحانا

رقَــدَ الـفـجْرُ ســالَ ضـوءٌ غـزيرٌ
أقـبلَ الـيومُ مـوعِدُ الـموْتِ حانا

مــدىً غـزيـرُ صُــراخٍ هـذهِ حـلَبُ
يُــذِلُّ قـاصِـفَها الإحْـبـاطُ والْـكلَبُ

فـــمــا لأمَّــتِـنـا أذْنٌ لـتـسْـمَـعَها
ومــا الـقـلوبُ قـلـوبٌ إنّـما عُـلَبُ

تسيرُ كلُّ دموعِ الأرضِ نهْرَ أسىً
هـيَ الـعيونُ بكفِّ الحُزْنِ تُحْتَلَبُ

كـأنّـمـا فـــرَحٌ يـنْـسى مـلامِـحَنا
ألـيـسَ يـذْكرُ مـطلوباً لـنا طـلَبُ؟

لا يـــرى الـقـلـبُ نـبْـضَـهُ زنْـديـقَهْ
نــازفَ الـشـوقِ صـاحـباً تـصْـديقَهْ

الـنِّـسـا حــوْلَـهُ فــراشـاتُ ضـــوءٍ
فالهوى المستضيءُ أبْهى حديقَهْ

بـاحـثاً عــنْ حـقـيقةٍ ســارَ قـلـبٌ
ســاكـبـاً نــحْـوَ وجْــهـةٍ تـحْـديـقَهْ

أغْــمــدَتْ ذكـريـاتُـهُ ألْـــفَ حُـــبٍّ
كـيْفَ سـلَّتْ حـبيبةً مِـنْ صـديقَهْ؟

وأتــاهُ شِـعْـري أنْــزلَ الـسّـرْوالا
فــأطــلَّ حــرْفـي فــوْقَـهُ بـــوّالا

لـشُويْعِرٍ صِـفْرِ الـمواهبِ ما رأتْ
كـلـمـاتُهُ الـعـمْـياءُ لـــي أقْــوالا

حطَمتْ حماقاتٍ لهُ جُمَلي التي
هـدمـتْ هـوانـاً شـيَّـدَتْ أحْـوالا

دخَـلَ الـشروقَ اهـتزَّ بعْدَ غرُوبِهِ
فـــرأتْ دُجــىً أعْـمـامَهُ أخْــوالا

أرضٌ أنـــا وهــوايَ فــيَّ أجــاجُ
لا ديـكَ فـوقيَ فـالشعوبُ دجاجُ

أنا لسْتُ أرضاً تستريحُ على دمٍ
حــتّـى يــوزِّعَ بـطْـشَهُ الـحـجَّاجُ

يـتكسّرُ الإحـساسُ إنَّ بداخلي
كــلّ الـمشاعر يـا أسـايَ زُجـاجُ

تـقفُ الحماقاتُ البعيدةُ ليْتَ لي
نـغَـمـاً فـيـعْزفهُ الــردى الـرجّـاجُ

الــشـايُ يـحـسُدُ قـهْـوتي ويـراهـا
أنــثـى يُــحـدّثُ حُـسْـنَـها قَـمَـراها

تمشي فتغرس في الدروبِ جَمَالَها
حـتّـى يـبـوسَ لـهـا الـمسيرَ ثـراها

الــقـدُّ كـالـقـلَمِ الـجـريءِ تـخُـطُّني
سُــبـحـانَ مَـــنْ بـمـحـبّتيْنِ بــرَاهـا

الـقهْوةُ الـمُدُنُ الـتي تـعِظُ الـدجى
أنْ لا يــسـيـلَ ســوادُهــا بـقُـراهـا

لــــــي قـــهـــوةٌ رئـــتـــايَ الآنَ نــايــاهــا
كــــيْ يــعــزف الــحُــبُّ لـلـدنْـيـا تـحـايـاها

لي عطْرُها الموقِدُ الإحساس في جسدي
لــحْــنـاً بِـــــهِ تُـــرْقِــصُ الــرؤيــا صـبـايـاهـا

لــــي فــــي حـلاوتِـهـا عــشْـقٌ يُـذوِّبُـنـي
حــتّــى أســيــلَ اشـتـيـاقـاً يــــا نـوايـاهـا

لــــي لــوْنُـهـا حـيـنَـمـا الأشْــعـارُ تـحْـمـلُهُ
حِـــبْــراً يُــحــدِّثُ حِــبْــراً عــــنْ خـبـايـاهـا

الــلّــبُّ أقْــبَـلَ لابــسـاً قِــشَـرَهْ
كـالـعقْلِ غـلّـفَهُ الـمـدى نـشَـرَهْ

حُــزْنٌ حـكـى وجَــعَ الـغمام لـهُ
مَنْ أدخلَ الغدَ فيهِ؟ مَنْ حشَرَهْ؟

والأرضُ جـالـسـةٌ عــلـى حُــلُـمٍ
عـــدّتْ مـفـاتِـنَها إلـــى عـشَـرَهْ

والــورْدُ أجـنـحةُ الـفـراشةِ هــلْ
ذاقــتْ مـباهجَ ورْدِهـا الـحشَرَهْ؟