رباعيات

قـلْـبـاً يُـبـرْعِـمُكَ الـهُـيـامُ لـتُـقْطَفا
يـا مَـنْ هـواهُ يُضيءُ فيهِ وما انْطَفا

كُنْ ناسجاً حُلُمي الطويلَ عليْكَ أوْ
خِـطْني لـتلْبَسني المحبّةُ مِعْطَفا

إنّــي يـمـزّقُني الـحنينُ ولـمْ أجِـدْ
عِــشْـقـاً يُـرقِّـعُـنـي أرقَّ وألْـطَـفـا

بـحـراً أجــيءُ ويـرتـدينيَ سـاحـلٌ
غـاصتْ ملامِحُ في رؤايَ وكمْ طَفا

الــلـوْنُ أنــتِ وتـرْسُـمُ الآفــاقُ
ما ليْسَ يرسُمُهُ الهوى الخفّاقُ

فـالحبُّ لوحتُكِ الشذيّةُ ما رأتْ
دمْـعاً يشيخُ ليُعْشِبَ الإشْفَاقُ

هـا ريشتي أملٌ يخُطُّ حقيقتي
أنّــي الـضياءُ تـخافُني الأنْـفَاقُ

أوقـدْتُ أمـنيتي وسِرْتُ أصُبُّني
صـوْتاً لـها فـإذا الـصدّى صـفّاقُ

الــحُـبُّ ســار فـأنْـبتتْ قـدَمَـاهُ
فــي خـافـقي خُـطُـواتِهِ وَدِمَـاهُ

والحُبُّ طفلُكِ ليْسَ تُرْضِعُهُ الدُنا
إلاّ الـفـراقَ وكــمْ تـصـيحُ دُمَـاهُ

بـــالآهِ يـكْـبُرُ شَـهْـقَتيْنِ وزفْــرَةً
حــتّـى تـسـلَّقَ نـبْـضَنا فـرَمَـاهُ

الآنَ يـسـقُطُ إذْ تـمـزّقَ وصْـلُـنا
دَمْـعاً ولـمْ تـذُقِ السُّرورَ سمَاهُ

أنـا اتّـقادي وتتْلوني ابتساماتي
وتُشعِلُ النصرَ إذْ تخبو انهزاماتي

أراوغُ الـيأسَ أجـتاحُ الدجى أمَلاً
مـسدّداً أمـنياتي يـا هُـجوماتي

ويـظمأ الحُزنُ في قلبي ويحفرُهُ
وتحبسُ الماءَ دمعاً عنهُ غيْماتي

لَـكَمْ تـوضّأتُ بالأفراحِ أسْجُدُ لي
وسِـرْتُ لوْناً فَأحلامي رُسُوماتي

فـي ضـياءِ ابتسامتي طالَ غمْسي
مُذْ تلتْ دافئَ الأحاسيسِ شمْسي

أخـرَجـتْـني الــظـلالُ غـيْـمـاً مُـنـيراً
نــازفَ الـوقْتِ عـبْرَ زخّـاتِ هـمْسي

لــي هُـطـولُ الـسـرورِ لـحْـناً شـذيّاً
لــي بُــروقُ الـرؤى وإرْعـادُ أَمْـسي

هــا أنــا نـبـضةُ الـهـوى لـمْ يـذُقْني
خـافِـقٌ حـالِمٌ ومـا اسْـطاعَ لَـمْسي

تـزوّجتُ القصيدةَ يا انْسِحابي
مـنَ الأحزانِ.. مِنْ قدَرٍ يُحَابي

وهــا ألْـبـسْتُها حُـلُـماً طـويلاً
شذيَّ البوحِ يَنْسُجُهُ سَحابي

وأهْــرقْـتُ ابـتِـسَـامَتَها غِـنـاءً
لـهُ الألـحانُ تنْبُتُ في رِحَابي

على دربِ الحكايةِ تكتوي بي
وتـهـوى أبـجدِيَّتُها اصْـطِحابي

أُهــديـكَ نـبْـضـاً مــريـراً إذْ أُعَـاديـكا
فـانـزفْ لِـعـشقي حـكـاياتٍ تُـناديكا

يــا قـلـبيَ الـمرّ لـمْ تـجرحْكَ أغـنيةٌ
إلاّ وســالـتْ لُـحـوني وَهْيَ واديـكـا

خـطْـتَ الإبــا سـاتـراً شـوْقاً فـمزّقهُ
كـــفُّ الـهـيامِ فـهـا خـافـيكَ بـاديـكا

ضُخَّ الرؤى في عروقِ الكوْنِ بسْملةً
فــالأرضُ والـنـفسُ والـدّنيا عـواديكا

في البدءِ يصْحَبُني الشذا ويُلازِمُ
والــورْدُ مُـنْـهزمُ الـعُـطورِ وهــازِمُ

أســري غـزيـرَ مـحـبّةٍ وأظـنّـني
أسقي صدايَ فلي خُطايَ زمازِمُ

حـتّى إذا ذبُـلتْ بـذاكرتي الرؤى
أنـسى أريـجَ دمـي ونزْفِيَ حازِمُ

الآنَ أنـصـبـني يـجـرُّنِيَ الـهـوى
والـقلبُ يـرفَعُني ونـبْضيَ جـازِمُ

رتّــلَ الــورْدُ فــيَّ تـعْـويذاتي
إذْ أذِيــقُ الـحـياةَ رُؤيـا ذاتـي

أنـهلُ الـطّلْعَ حـكمةً منْ رياحٍ
والـفـراشاتُ هُـنَّ أسْـتاذاتي

يختصِرْنَ الهوى مَسيراً شذيّاً
مـستضيئاً إلـى رُبـى لـذّاتي

كمْ يُعلِّمْنني امتصاصَ النوايا
مـنْ قـلوبٍ فـصِرْنَ تـلميذاتي

الــكـوْنُ رتّـــلَ مُـقْـلتيَّ وعَـظَّـما
يُسْقى بنورِهِما وينْسَحِبُ الظَّما

والـــورْدُ رتَّـــبَ لــي رُؤاهُ مُــردِّداً
لـحْنَ الـمحبَّةِ في شذايَ ونَظَّما

والحاسِدونَ تلوا خُطايَ فغيْظُهُمْ
أشْـياءُ تـرفُضُ أنْ تـجِفَّ وتُـكْظَما

إنّـي فـمٌ نـطَقَ الـبهاءَ.. إليَّ كمْ
تـأتي الـقصائدُ بـسْمتيْنِ لِتُنْظَما