رباعيات

الأمــنــيـاتُ أمــامــهـا مُــمـتـدَّهْ
مُـذْ أنـبَتَتْ حُـلُماً شـذِيّاً عِـنْدَهْ

كالأبجديّةِ حينَ تسكُنُ شِعْرَهُ
تـعـلو قـصـيدتُهُ قُـصـورَ الـكِـنْدَهْ

هــذي الأمـيـرةُ تـرتديهِ بـطولةً
مـعـزوفةً وتــرى حُـروفـاً جُـنْدَهْ

كـمْ ألـبستْهُ بـهاءَها وضِـياءَها
والقلبُ يرسُمُ بالمعاني هِنْدَهْ

مِنْ جُبِّ حيلتِهمْ سيُشرقُ يوسفُ
يـجني الـمواعظ مـنْ مـداه ويقطفُ

الــظــلُّ إخــوتُــهُ تــطــولُ ظـنـونُـهمْ
والــضـوءُ مُـنـسكِبُ الـمـحبّةِ يـنـزفُ

مــا تُـنبتُ الـطُرُقُ الـتعيسةُ ظُـلمةً
إلا ويُــذبِــلُـهـا الــبــهــاءُ ويــنــســفُ

الـسـنـبُـلاتُ هــنــا تــرتّــلُ جُــرحــهُ
إنَّ الــجـراحَ عــنِ الـمـشاعر تـعـرفُ

مــهْــلاً فــــؤاديَ فـالـعـطورُ جــيـوشُ
يــغـزو الـمـشـاعرَ ورْدُهـــا ويــحـوشُ

والــنــبـضُ رائـــحــةٌ تُــعــيـدُ حـبـيـبـةً
فــيــهـا الــهُـيـامُ بـقـلـبـها مــنـقـوشُ

والــذكــريـاتُ تـــمــرُّ فـــيــكَ شــذيّــةً
منْ شوْكِها لكَ في الصميمِ خُدوشُ

تـلـكَ الـدقـائقُ مُـعـشِبٌ إحـساسُها
والآن تُـزهِـرُ فــي الـحـشا هـنْـدوشُ

لكِ يا ابنةَ القلبِ الشذيِّ روائحُ
تـدعو القصيدَ فتسْتجيب قرائحُ

لـكِ فـي فؤادي عرْشُ قافيةٍ بهِ
طـابَ المُقامُ ونبضُ حُبِّكِ سائحُ

لكِ وشوشاتٌ لا تسيرُ عُطورُها
إلّا تــبـسّـمَ كـالـحـدائـقِ نــائــحُ

فـتفتّحي هـنْدَ البياضِ لأحرُفي
إنّ الــمـدى بـمـحـبّةٍ لــكِ فـائـحُ

أنــا الـضـميرُ بـرغمِ الـجرحِ أرتـاحُ
ولــنْ تـضُـرَّ جــراحٌ فـهْـيَ مـفتاحُ

تفتّحتْ ظُلَمٌ عندي لتُشْرِقَ بي
أمـــامَ كُــلِّ نـفـاقٍ ســارَ يـجـتاحُ

يُـعـتّقونَ أســىً والـمـجدُ يُـهرقُهُ
ويُــغــلــقــونَ رؤىً واللهُ فــــتّــــاحُ

بـنو الـمُجادَلةِ ارتاحتْ ضمائرُهُمْ
هُــوَ الـضـميرُ إذا مــا مـاتَ يـرْتاحُ

الــــوردُ مـمـلـكـةٌ أمـيـرتُـهـا هِــيـا
والـعـطْرُ ضـحـكتُها تُـزيـلُ دواهِـيا

كمْ تقطفُ الرّجُلَ المُحِبَّ عيونُها
مِــنْ قـلْـبهِ فـيـصيرَ شِـعْـراً زاهـيا

يــا لـيـتها كـتـبتْهُ فـي رئـتينِ لـمْ
تـرْشُفْ هـواءَ هـوىً وكانَ نواهِيا

الآنَ تــنــثُــرُهُ زنـــابِــقَ لــلــمـدى
فـالـكـبْـريـاءُ بــهــا تــوقّــدَ لاهــيــا

جـيّشْ هـدوءكَ فـيكَ فـهْوَ يجيشُ
لا يـهـزمنّكَ بـالأسـى الـتشويشُ

إنّـــي عـهِـدْتُـكَ بـالـفضائلِ عـالـياً
صــقْـراً يُــهـابُ عُــلُـوُّهُ لا الــرّيـشُ

مــــا أذبــلـوا أمـــلاً لــديْـكَ وإنّــمـا
كـالورْد فـاحَ وقـدْ ذوى الـتهْميشُ

قدْ تُخطئُ الكلماتُ منطِقَ فهمِنا
والـنـفسُ تُـخطئُ مـوْتها وتـعيشُ

الـحـبّ غـامـضُ عـطْـرِنا لا يُـشرحُ
مـعنىً يـزيدُ عـنِ الـشذا أوْ يُطْرحُ
وردٌ تُــــطـــادرُهُ يـــــــدانِ ورُبّــــمـــا
تـسـهو الـيـدانِ بـنـبْضتيْهِ وتُـجـرحُ
والحبُّ وشوشةٌ تطيرُ منَ الحشا
بـيـضاءَ فـي أفُـقِ الأمـاني تـسْرحُ
الـقـلـبُ يُـبْـصِرُها ويـنـتظِرُ الـهـوى
غـيْـثاً يـجـودُ بــهِ الـمـدى إذْ يـفْرحُ

خُلِقتُ للشِّعرِ.. إنَّ الشِّعرَ لي خُلِقا
سـماءَ عـشقٍ تُـواري دمْـعها القَلِقا

ولـــمْ أزَلْ نـورَسـاً أجـتـاحُني حُـلُـماً
وأعْــبُــرُ الــكـوْنَ والأصـــداءَ مُـنْـطـلِقا

تـركْـتُـنـي نــغـمـةً بــيـضـاءَ تـعـزِفُـهـا
أنـاملُ الـحُبِّ حـينَ الـحُزْنُ بي علِقا

ورُبّـمـا صــرتُ ورداً مــنْ رُبـى لُـغتي
أبُــوحُ عـطـراً وأمـضـي فــيَّ مُـنـزَلِقا

حُـلْوُ الكلامِ يُحِبُّ يوسُفَ شَقْرَهْ
كـيْما تُـضيء عـلى الدفاترِ فِقرَهْ

إنَّ الـمُـحـبَّ بــمـا يُـحَـبُّ وعــادةٌ
أنَّ الـمـدى وطَــنٌ يـعانِقُ صَـقْرَهْ

يـا صـقْرُ.. كمْ قرأتْ عُلُوَّكَ غيمةٌ
حـينَ الـدجاجُ مـضى يـوقِّعُ نقْرَهْ

المجْدُ يُنْجِبُ منْ قصيدتِهِ الرؤى
والـحُمْقُ يُـلْصِقُ بالقصيدةِ عُقْرَهْ