رباعيات

دغـدغَ الـورْدُ بـالشذا بنْتَ يُوبا
قـالَ عِـطْراً لـها فـأغرى الغُيُوبا

مــدَّ يُـوغـرْطَةَ الـبُطولاتِ مـنْها
ماسنيسا الكَمالِ ألغى العُيُوبا

ذاقَ فـيها الندى حكاياتِ مجْدٍ
عـنْ أمـازيغِها استفاقتْ طُيُوبا

هـذهِ الـنغمةُ الـمُحلّاةُ عِـشْقاً
طـفلةُ الـقلْبِ فـصّلتْني جُـيُوبا

أشْـرقَ الـصوْتُ يا لذيذَ الشِّفَاهْ
بـاعـثاً فــيَّ شـهْقةً مِـنْ وفَـاهْ

قـالَ قـلبي الشذا لعيْنيَّ دمْعاً
ثـمَّ أرخـى الغرامَ همْساً صِفَاهْ

لــمْ تـقُلْ عـنْ بـهائهِ الـعينُ إلّا
نـظرةً فـانحنى الـهوى ما كَفَاهْ

أيّـها الـنبْضُ سِـلْ شـذيّاً فإنّي
قُبْلةٌ مُذْ مشى على الرِّيقِ فَاهْ

يُـزقْـزِقُ داخـلـي نـبْـضٌ أسِـيرُ
ويـسـكُـبُ زقــزقـاتٍ إذْ أسِـيـرُ

وأعــبُـرُنـي دُروبــــاً أمــنـيـاتٍ
يـرُشُّ مـشاعري قـلْبٌ كـسِيرُ

كــأنَّ الـحُـبَّ يَـدْخُلُني جِـراحاً
ويُـخْـرِجُني لـهُ شـوقٌ عَـسِيرُ

أنـا الـرّوحُ الـشذيّةُ أشـتهيني
ويُبْلِغُني الشذا العُسْرُ اليَسيرُ

قــلـوبٌ حـيـنَ تـعـشقُهُ تُـغَـنّي
وتـسْكُبُ نـبْضَها تُـرْخي غُـرُورَهْ

وكـــمْ تـكـتـظُّ أنْــغـامُ الـتـمـنّي
لـعِـشْـقٍ تــقـرأُ الــرُّؤيـا مُــرُورَهْ

أمـــامَ الــحُـبِّ يـنْـهَـدُّ الـتّـأنّـي
ويتْلو الشوْقُ عنْ شغَفٍ شُرورَهْ

أضـيـئي نـغـمةً أشـهـى فـإنّي
كــمـانٌ تـعـزِفُ الـدنـيا سُــرورَهْ

إلـى جُـبِّ الـهُيامِ نزلتُ دلْوا
عـلوْتُ مـلأْتُني منّاً وسلْوى

وها أفْرغْتُني فمُلِئْتُ عِشْقاً
غـزيرَ مـحبّةٍ مـنْ بـعْدِ بـلْوى

وفضْتُ فسالَ نبضي أغنياتٍ
عِذاباً بالهوى المجنونِ تُلْوى

حَــلا حُـلُمي وألـقتْهُ الـنّوايا
لـذيـذَ الـحُبِّ أنْـغاماً وحَـلْوى

أرخيْتَ معنى كما أرخى المدى الصّوفي
دفء الـحـكـاياتِ بـيـنَ الـقُـطْنِ والـصُّـوفِ

أوقَـــدْتَ حُـبّـاً فـأطـعَمْتَ الأســى لـهَـباً
يـــا قـاصـفـاً ألَــمـاً بــي غـيـرَ مـقْـصُوفِ

وانـسَـبْتَ نـبْـضاً غـزيـرَ الـذكـرياتِ عـلى
أبـهـى طـريـقٍ بـكُـلِّ الـشـوْقِ مـرْصُـوفِ

مـــا تـــاهَ ذُو عـشـقِـهِ فـالـقلبُ بـوصـلةٌ
تـهدي إلـى مُـشرقِ الإحساسِ موْصوفِ

كـلامُكِ الـحُلْوُ مـلءَ الـحُبِّ حـلْواكِ
فـأطعمي مـنْهُ قـلْباً حـيْثُ يـهواكِ

ورتّــلـي عــنْـهُ ورْداً يـــا فـراشـتَهُ
ولا تـخُـطّي جـراحـاً بـيـنَ أشْـواكِ

عـذُبْتِ سُبْحانَ منْ أسرى بأغنيةٍ
ومـنْ لـحونِ الـغرامِ الـعذْبِ سوّاكِ

وشـرّدتْـكِ الـحـكاياتُ الـتي ذبُـلَتْ
فمنْ سوى حِضْنهِ المنسيِّ آواكِ؟

لـعـيـدِكِ الـمُـشْتهى تـنْـقادُ كـعْـكَتُهُ
وتــوقِـدُ الـحُـبَّ بـالأشـواقِ ضِـحْـكَتُهُ

ويــقْـرأُ الــورْدُ حُـلْـماً عــنْ فـراشـتِهِ
وتسْتضيءُ الندى المعشوقَ شوْكَتُهُ

كـــأنَّ قـلْـبـاً قِــطـاراً ســـارَ مُـلْـتهماً
ضــوْءاً غـرامـاً لـعـلَّ الـعشْقَ سِـكَّتُهُ

فـمـا أطــالَ الـجفاءُ الـليلُ مِـنْ كُـرَبٍ
إلاّ وذابـــتْ عــلـى الآهــاتِ حُـلْـكَتُهُ

يـــا مـالـئـاً قـلْـبَها بـالـحُبِّ والأمَــلِ
أفْـرغْ فؤادَكَ مِنْ هذا الأسى الدُّمَلِ

واغْــرسْ لـهـا نـبْـضةً بـيضاءَ زاهـرةً
فـي الـروحِ تجْنِ لذيذَ القوْلِ والعَمَلِ

الــحُـبُّ أنْ تـمـلأَ الآهــاتُ خـافـقَها
شوْقاً لتسْكُبَ دفءَ البوحِ منْ جُمَلِ

قُـلْ أيّـها الـعاشقُ الـمصبوبُ أغنيةً
ما لمْ تقُلْهُ صحارى العشقِ للجَمَلِ

سـكَتَ الـظلامُ تـكلّمَ الـمصْباحُ
عــزَفَ الـغرامَ تـراقصتْ أشْـباحُ

وَ لِعاشقيْنِ رأى الهُيامُ أساهُما
ذبَــحَ الـهـمومَ هـواهُـما الـذبّاحُ

وتــلا بـنبْضِهما حـديثُهُما شـذاً
ذبُـلَـتْ دُجــاهُ فـأزْهـرَ الإصْـبـاحُ

لَـهُـما انـتـباهُ فـراشةٍ لـرحيقِها
فذوى الوُشاةُ وأخمدوا ما باحوا