اختار الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" زيارة السيدة"فيروز"في منزلها كأحد رموز لبنان التي لا تنحني في لفتة باريسية بالغة الأناقة حيث لم تكد بيروت تضمد جراحات "الانفجار" الكارثة كان "مانويل" السباق إلى مساندة ودعم لبنان دولة وشعباً، وهكذا كان برنامجه حافلا باللقاءات السياسية والفنية "الخاصة"..
في وقت تتلاحق فيه الأحداث والرؤى السياسية تنشط القوى الفاعلة للخروج من المآزق والمنعطفات السياسية على إيقاع"بحبك يالبنان" زار "ماكرون" فيروز مساء الاثنين في منزلها قرب انطلياس الواقعة شمال بيروت، فيروز التي تنأى عن عدسات الإعلان التي تحب أو تصورها في البال كما كلمات اغانيها" ضوا الهوى قناديل""اسوارة العروس""حبيتك بالصيف" والمئات من الأغاني الخالدة على مر أجيال وأجيال..
"فيروز"اسم لامع في عالم الفن العربي ربطته علاقة صداقة بالدولة الفرنسية تبلورت أكثر في عام 1975 حيث ظهرت فيروز للمرة الأولى مع الفرنسية الحسناء"ميريل ماتيو" لتقدم أغنية (حبيتك بالصيف)ويستمر حب فيروز لباريس على مدى أربعين صيفاً قدمت خلالها لباريس في حفلا كبيرا أغنية "باريس يازهرة الحرية" في عام 1979م لتنال في عام 1988 أرفع الأوسمة "وسام قائد الفنون والآداب من الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران وورسام "فارس جوقة الشرف"من الرئيس الراحل جاك شيراك 1998م.
"فيروز" صوت لن يتكرر في ملامحها جرح من لبنان الأمس، وفي حنجرتها" مجد بيروت"كلما تغنت باسمها شمخت تيهاً هذا ما يبرر زيارة "ماكرون" التاريخية لفيروز قمر الندي والزنبق، فيروز الغيم الأزرق وذهب الزمان الضايع..
ويتصافح القلبين "فرنسا ولبنان"وجارات الطفولة ترقب النبض على أدراج الورد وعريشات الياسمين، يخطف النسيم من زنابق العيني الإصرار على تخطي الجرح والمضي قدماً رغم الغيم الماطر، ورغم ضبابية الساعات ذهب أيلول سيبقى يشغل أساور العروس عوسجا لقصيدة مهرها دماء من ضحوا للارض وسمانا وهوانا وبلدنا .
"ماكرون" زيارة منعادة، لبنان بتحبك و"فيروز"اسم يستحق التكريم