سِـــرّي للغــاية ...

الموضوع الأصلي: سِـــرّي للغــاية ... || الكاتب: نرجس ريشة || المصدر: مؤسسة صدانا مسجلة في الهيئة الدولية لحماية الايداع الفكري

هل تعلم أنني خاصمتك ذات مساء ، حين أوْدعتني اللحد دون أن تودّعني أو تُقْرِأني جريمتي ...

مزقتُ رسائلك التي لم تَكتب ، سكبتُ عطورك التي لم تُهدني في الذكرى الأولى لخسوف القمر. و في غفلة من غضبي ، ضبطت قلبي على تلك السّاعة التي أشتهي فيها البكاء ، كل ليلة ، بين يَدي عينيك المعلّقتين بسقف غرفتي .
كنت أعرف أنني سأصحو كي لا أجدهما هناك . و صحوت ... و وجدتهما ... مغروزتين بوَجنتيْ غيري ، و طفقت أخصف على سنا الليل من تعويذاتك فيّ ، كي لا أُعيد تجربة الموت بين : لماذا ؟ و ليت ...
تهجّدت أتلو اعترافي حافية القلب ، عارية الروح ، أداري سَوْءة ً لا تحمل جيناتي . أقسمت ألا أغفر لك وأدي
و نذرت صوما حين ترميني – ككل مرّة – تعويذةً من فيكَ
أنكُث بعدها قسمي .

الوجود في العدمِ رحلة نحو الخيال
و الخيال حبر القلم
أما اليقين ... فمِقصلته

أيتها الأرض التي تروي عطش الاِنتماء
أحِــبّيني
كما أحببت على تُرابك أوّل لقاء
بين جبيني و السماء

"ليتهم أخذوا الضوء من حولي قبل أن يَبْرُق ذاك الشيء في إنسان عيْني ..."

هكذا أسرّت لي زرقاء اليمامة قُبَيل الدخول في نوبة أزليّة من الصمت الجائع.

و مضت، تمد يُمناها نحو اللاّشيء ، تلاحق خطىً على أرصفة الخيال ، تُهَمهِم في استرسال :

من أنت ؟؟؟

أيها اللاّشيء ... و كل شيء

يا من لك خطوة داخلي

و أخرى في فراغ الكُنه البئيس

كن أنت ... كن أنا

كن بلون الماء ساعة صفوٍ

و عند ثورة الغدير .

مَحاجرهم

ما عادت تعنيني

ما عُدتُ أعنيني .

سألوا سور مدينتنا القديم عن آخر أمانيه
قال :
" كُفّوا أيديكم عن تجاعيدي ،
بِكلّ شرخ ألف حكاية "

هذا المساء
حين أوغلتُ السفر عبر مسامات القمر
أدركت أنّي على جناح غيمة من تفاهات الشعراء
لملمتُ قصائدي الغبية و عدت أدراج كوني الضّيق
فَوحده يحتمل غبار انتكاساتي

من نسغ الوريد ملأت محابري
عساني أداعب أطراف أصابع هاربة منّي
و أنتشي فوق شراشف أسفاريَ البيضاء
أضمّخها حرارة حروفي المتسابقة إليّ

جميل اخت نرجس

لطالما آمنت أن الحزن هو الأب الشرعي لكل أشعاري
.
.
.
بهذا الحزن نطفة
أكبر من أن تسعها رحم الأوراق