![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
التسجيل | المدونات | التعليمـــات | التقويم | البحث | مشاركات اليوم | اجعل كافة الأقسام مقروءة | ||
تويتر أسماء | asma facebook | بوتقة المسك | موقع أسماء | موقع التاج | رفع الصور | مركز التحميل |
جذوة ريشه فن ريشه ولون يسمو ويرتقى ليلامس السماء الثامنة |
![]() |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
شاعرة /إمارة الشارقة ...رئيسة مجلس الإدراة ..مالكة صدانا
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() هنا المتصفح مفتوح لمن اراد ان يضيف ا ي لوحة مع اسم الفنان الذي رسمها ونبذة عنها ويرجي استخدام الخط 5 hasan وتحميل الصور من مركز تحميل صدانا لضمان بقائها مع الأخذ بعين الاعتبار ترتيب الحجم واللوحات منقولة هي والتعليقات على اللوحه فى اغلبهامن مواقع شتى فى النت لنقل ونشر الجمال فى كل مكان فشكرا لهم هنا متسع من الجمال.. ننقله من اصقاع النت لكم لتستمعوا به وخاصة من المدونة الرائعة http://prom2000.blogspot.com ...ولنشر ثقافة الفن الراقي فشكرا لكل من وضع لوحة جميلةاو دراسة او ترجمة وقمنا بنقلها قمنا مؤخرا بنقل لوحات من تويتر عمر دافنشي وقد اخبرناه بذلك وكل همنا ليس النقل من اجل ملىء المنتدى ولا لما ذيلنا بمنقول ولكن لنشر الجمال لا اكثر واللوحات عالميه ملك الفنان لا ملك من وضعها فى موقعه فقط التعليقات على اللوحات هذا ملك كاتبها وقد وضعنا كلمه منقول للامانه فشكرا له ![]() اللوحة لـ مورغان ويستلينغ (MorganWeistling.com). وكلّ ما في اللوحة يثير الخيال ابتداءً من نظرات الفتاة التي تبدو وكأنها مستغرقة في حلم، إلى ملابسها البسيطة وطيف الابتسامة الخفيفة والغامضة على شفتيها، ثم منظر الشمعة التي تحملها باعثة الدفء والسكينة في إحدى ليالي الشتاء الباردة، أو هذا على الأقل ما يوحي به المشهد الذي أمسك به الفنان من منتصفه ثم تركه مفتوحا على النهاية التعليقات على اللوحات فى مشاركاتي منقولة من موقع فني متخصص
الموضوع الأصلي: الفن الخالد || الكاتب: أسماء صقر القاسمي || المصدر: مؤسسة صدانا مسجلة في الهيئة الدولية لحماية الايداع الفكري
|
![]() |
![]() |
#2 |
شاعرة /إمارة الشارقة ...رئيسة مجلس الإدراة ..مالكة صدانا
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
خيـول عربيـة تتعـارك في إسطبـل
للفنان الفرنسي أوجيـن ديـلاكـــروا ![]() ![]() كان ديلاكروا منذ بداية اشتغاله بالرسم مفتونا بجموح ووحشية الحيوانات. ولطالما أثارت اهتمامه، بشكل خاصّ، الخيول وصراعاتها الدامية فيما بينها. وهو أمر رآه رأي العين أثناء زيارته لشمال أفريقيا. وقد رسم العديد من اللوحات من وحي إقامته في المغرب صوّر فيها مظاهر من صراع الحيوانات بين بعضها البعض وصراعها مع الإنسان. وضمن هذا السياق، تندرج لوحاته "أسد يهاجم حصانا" و"صيد الأسود" و"عرب يتقاتلون في الجبال". وقد ألهمت رسوماته عن الحيوانات، والخيل خاصّة، عددا من الرسّامين مثل الفنان الانجليزي جورج ستبس الذي رسم الخيل في عدد من لوحاته، أشهرها "الجواد ويسل جاكيت" و"أسد يهاجم حصانا". في هذه اللوحة الجميلة، يصوّر ديلاكروا منظرا لجوادين عربيين يتقاتلان بضراوة داخل إسطبل، بينما يحاول حرّاس الإسطبل التدخّل لوقف عراكهما. اللافت للاهتمام في هذه اللوحة براعة ديلاكروا في تصوير آنية وحركية الصراع بين الحيوانين الهائجين. الحركة الدائرية والإيقاع الراقص للحيوانين توحيان بالصراع الذي يبدو بلا نهاية، وهي الفكرة التي تقوم عليها لوحات عديدة لـ ديلاكروا لا يمكن فصل الشكل فيها عن المضمون. التباينات القويّة للضوء والظلّ في هذه اللوحة وبراعة الرسّام في استخدام الألوان الصاخبة يعتبران عنصرين إضافيين يعمّقان الإحساس بشراسة وعنف الصراع بين الحيوانين. رأى ديلاكروا هذا المشهد في مدينة طنجة المغربية عندما كان، هو والقنصل الانجليزي، في ضيافة الباشا حاكم المدينة. كان الرسّام قد ذهب إلى هناك ضمن بعثة ديبلوماسية إلى سلطان المغرب. وكانت تلك الرحلة تشكّل بداية اهتمامه بالرسم الاستشراقي الذي أصبح هو احد رموزه الكبيرة والمهمّة. كان ديلاكروا منجذبا إلى مراقبة الحيوانات البرّية كالنمور والأسود والفهود. وقبل ذهابه إلى المغرب، كان يتردّد على حديقة حيوانات باريس كي يراقب ويرسم الحيوانات فيها. غير أن حبّه الأكبر كان للخيول. كان الحصان عنده يجسّد بحث الفنان الدائم عن المجد والصعود إلى الشهرة. ولم يشبع حبّه للخيول إلا بعد زيارته للمغرب. وبعد تجربته المغربية أصبحت الخيول ملمحا ثابتا في عدد غير قليل من اللوحات التي رسمها في ما بعد. وقد شرح ديلاكروا ذات مرّة مغزى افتتانه برسم مشاهد العراك بين الحيوانات بقوله: الإنسان نفسه مخلوق همجي. والبشر في واقع الأمر ليسوا أكثر من نمور وذئاب مدفوعة برغبتها الكامنة في تدمير بعضها البعض". وزمن ديلاكروا تبنّى بعض النقاد رأيا طريفا يقول بوجود أوجه شبه بين ملامح وجه الرسّام والأسود التي كان مغرما برسمها. فقد كانت عيناه تشعّان ببريق أخّاذ كما كانت عظام وجهه ناتئة. ويبدو، برأيهم، أن ديلاكروا خلع على ملامحه جمالا غير مروّض وغريبا عندما أعارها للأسود في لوحاته. كان بودلير من اشدّ المعجبين بلوحات ديلاكروا. وقد وصف لوحته صيد الأسود بقوله إن فيها تفجّرا للألوان يثير الإعجاب. كما أن الحيوانات في اللوحة تزأر وتزمجر. وإذا كانت هناك لوحة تمزج بين الوحشية والتعبيرية بأجلى صورهما، فإنها ولا شكّ هذه اللوحة". وعلى العكس من كثير من معاصريه الذين كانوا مهتمّين بأفكار اليونان وروما القديمة وتصويرها في أعمالهم، فضّل ديلاكروا أن يرحل إلى بلاد الشرق حيث انجذب إلى شعوبه وصوّر تقاليدهم وأزياءهم في أعماله. كان ديلاكروا يعتقد أن شمال أفريقيا بتراثها الغنيّ وتقاليدها العريقة هي المعادل البصري للثقافة الكلاسيكية لشعوب اليونان وروما القديمة. وتتميّز لوحات ديلاكروا بتنوّع أفكارها ومواضيعها. بعضها يتناول ملاحم وأساطير قديمة. وبعضها الآخر يصوّر المعارك بين الأتراك واليونانيين. والبعض الثالث استوحاه من أعمال أدبية مثل أشعار شكسبير وغوته وبايرون وسواهم. في خطيبة ابيدوس، مثلا، يصوّر ديلاكروا حكاية ذكرها بايرون في إحدى مسرحياته الشعرية عن باشا شرقي يجبر ابنته على الزواج من صديقه المسنّ. لكن الفتاة المكرهة على الزواج من شخص لا تحبّه تضطرّ إلى الهرب مع ابن عمّها الذي لا تلبث أن تقع في حبّه ثم تتزوّجه. غير أن الباشا الأبّ وجنده يعثرون على مخبئهما فيقتلون الشابّ، وتموت الفتاة في ما بعد بسبب حزنها عليه. وفي موت ساردانابالوس، يصوّر ديلاكروا دراما شعرية مقتبسة عن مسرحية لنفس الشاعر تحكي قصّة ملك آشوري قديم يقع تحت حصار فرضه عليه أعداؤه. وفي النهاية يفضّل الملك الانتحار على الاستسلام. غير انه قبل موته يأمر حرّاسه بقتل جميع خدمه ومحظياته وحيواناته لكي يموتوا ويُدفنوا معه. كان غرام ديلاكروا الأول الرسم والأدب الرومانتيكي. وتدلّ مذكّراته ودراساته ومقالاته التي تتناول المسائل الجمالية على ثراء أفكاره وعمق ثقافته. وقد دفعه إعجابه بلوحات الرسّام الانجليزي جون كونستابل إلى زيارة انجلترا حيث تجوّل في متاحفها ومسارحها واطلع على جوانب من ثقافة الانجليز، ما ترك في نفسه أثرا لا يُمحى. |
![]() |
![]() |
#3 |
شاعرة /إمارة الشارقة ...رئيسة مجلس الإدراة ..مالكة صدانا
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() حالـة إلهــام ![]() للفنان الفرنسي غِـيـوم سِيـنـيـاك ![]() الذي ينظر إلى هذه اللوحة ويستوقفه تناغم ألوانها ورقّة تفاصيلها قد يظنّ أنها لوحة منسيّة أو غير معروفة لـ ويليام بوغورو . وهذا الانطباع ليس في مكانه تماما، مع أن له ما يبرّره.
فـ غِيوم سينياك كان احد الرسّامين الذين تتلمذوا على بوغورو وتأثروا كثيرا بأسلوبه الأكاديمي وبطريقة اختياره لمواضيع لوحاته. ومن هنا قرب الشبه بين لوحات الاثنين. وربّما كان هذا احد الأسباب المهمّة في أن اسم سينياك غير معروف كثيرا اليوم. فلوحاته تكاد تكون نسخة طبق الأصل عن لوحات بوغورو. وهذه السمة لوحدها كفيلة بأن تجعل منه رسّاما يفتقر إلى الأصالة والتجديد إلى حدّ ما. لكنْ قد يكون عذر سينياك هو انه لم يجد في زمانه رسّاما جديرا بالمحاكاة والتقليد خيرا من أستاذه الذي لا يتردّد بعض النقاد اليوم في وصفه بأنه احد أعظم الرسّامين الذين عرفهم تاريخ الفنّ. وعلى كلّ، فقد كان سينياك مشهورا كثيرا في عصره وكان احد الفنانين الذين كانوا يعرضون أعمالهم بانتظام في صالون باريس ونال على بعضها العديد من الجوائز. من جهة أخرى، كان هواة الفنّ وجامعو التحف الفنية من الأوربيين والأمريكيين مفتونين كثيرا باقتناء مناظره التي لا تنقصها الرومانسية وسعة الخيال. ومنذ تسعينات القرن الماضي انتعش الطلب مجدّدا على لوحاته في وقت أعيد الاعتبار للفنّ الأكاديمي ورموزه الكبيرة. والحقيقة أن لوحات سينياك كلها جميلة وتروق للعين، ما يجعل اختيار واحدة منها بالذات أمرا في غاية الصعوبة. والمشكلة الأكبر تتمثّل في أن معظم لوحاته عارية. وحتى في اللوحات الأقل عُريا، عمد الرسّام إلى إلباس نسائه ثيابا شفّافة تكشف عن مفاتنهن أكثر مما تستر. لكنْ، والتزاما بنهج المدوّنة، استقرّ الاختيار على هذه اللوحة رغم أنها ليست أشهر أعمال الرسّام. اللوحة تصوّر امرأة شابّة تجلس في حالة تأمّل وسط طبيعة خضراء. ويبدو أن المرأة بانتظار الإلهام الذي يأخذ هيئة ملاك صغير بجناحين وملامح بريئة. الملاك يجلس على الطرف العلوي للكرسي الذي تجلس عليه المرأة، بينما يوشوش في أذنها بكلمات قد تكون المفتاح الذي يساعدها على رسم لوحة أو كتابة قصيدة ما. وجه المرأة ذو ملامح جميلة تذكّرنا بالجمال المثالي الذي كان الرسّامون يستقونه من النماذج الرومانية واليونانية القديمة. الألوان هنا دافئة ومتناغمة، والخطوط ناعمة، والملابس المنسدلة مرسومة بطريقة غاية في البراعة والرقّة. وممّا يلفت الانتباه في اللوحة أيضا الأسلوب المتناسب الذي رسم به الفنّان الكتفين وانثناء الجسد وميلان الرأس قليلا إلى اليسار. اللوحة ذات لمسة رخامية ناعمة. ويبدو فيها واضحا تأثر سينياك بأسلوب مواطنه الرسّام نيكولا بوسان وبرسّامي عصر النهضة الايطالي الذين كانوا يولون أهمية كبيرة للتوليف المتناغم والتوازن الدقيق والمحسوب بين الخطوط والألوان والظلال. غير أن بوغورو يظلّ الحاضر الأكبر في كلّ تفصيل وفي كلّ ضربة فرشاة، بل وحتى في الفكرة التي تتناولها هذه اللوحة. لوحات سينياك الأخرى تصوّر، هي أيضا، نساءً صامتات أو متأمّلات في طبيعة زهرية لا تخلو أحيانا من صور لنوافير وكراسي وأباريق من الرخام. ومن الملاحظ انه أعطى بعض نسائه شيئا من ملامح نساء مايكل انجيلو، غير انه وضعهم في قلب الطبيعة كأنما ليخلّد جمالهم الشائك والمثالي. بعض مناظر سينياك تنطق بالبراءة. وبعضها الآخر لا يخلو من فتنة وغواية. وربّما لهذا السبب، هي تروق للتقليديين والحداثيين على حدّ سواء. فكرة التأمّل والإلهام في الرسم تعود إلى نهايات القرن التاسع عشر ونهايات القرن العشرين. في ذلك الوقت كان الرسّامون يركّزون على الأفكار والانفعالات الذهنية المختلفة كالتأمّل والصمت والإلهام والتذكّر والعزلة وغيرها من الحالات التي تتناول المسائل العاطفية والروحية. وأحيانا كانت رسوماتهم مرتبطة بتأثيرات دينية أو شعرية أو فلسفية. وكان بعض الأدباء والفلاسفة يعتقدون بأن التأمّل في الوجوه الخفيّة للحياة هو أساس الوعي والإبداع. وبعضهم كان يرى أن الفنّ بحدّ ذاته هو نوع من التأمّل الذي يمتّع العقل ويثري الحواسّ. كما أن الأعمال الفنية العظيمة ليست سوى نتاج للتأمّل الذي يفضي بدوره للإلهام ومن ثم الإبداع. ومن أشهر فنّاني تلك الحقبة ممن صوّروا التأمّل والعزلة في رسوماتهم كلّ من ويليام همرشوي واوديلون ريدون وغيرهما. |
![]() |
![]() |
#4 |
شاعرة /إمارة الشارقة ...رئيسة مجلس الإدراة ..مالكة صدانا
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بورتريه الكونتيسـة آنـا دي نـوي للفنان الاسباني إغنـاثيـو ثولـواغـا ![]() ![]() في بدايات القرن العشرين، لم يكن في فرنسا امرأة تنافس ما كان لـ آنا دي نوي من مكانة وشهرة. فقد كانت جزءا من مجتمع باريس المخملي، وكان صالونها الأدبي ملتقى لأهمّ الأدباء والكتّاب المعروفين آنذاك، مثل بول فاليري وجان كوكتو وادمون روستان واندريه جيد ومارسيل بروست.
كانت دي نوي شاعرة وروائية في نفس الوقت. بل كانت أوّل شاعرة في فرنسا تنال تكريما عاليا بمنحها وسام الأكاديمية الفرنسية بمرتبة الشرف. وقد عُرف عنها رعايتها للآداب والفنون وتأسيسها جائزة لأفضل النساء الكاتبات إبداعا وتميّزا. كانت دي نوي امرأة ذات شخصيّة قويّة ومتنفّذة. وقد ساعدها على البروز أكثر انتماؤها إلى عائلة ارستقراطية من الأمراء والنبلاء. ويقال إن قربها من مارسيل بروست دفعه إلى استلهام شخصيّتها في إحدى رواياته. وقد كان شديد الإعجاب بها، إلى حدّ انه وصفها في إحدى المناسبات بأنها ملكة فرنسا وأفضل شاعراتها. وقد اجتذبت موهبة المرأة ومكانتها وجمالها عددا من الفنانين الذين رسموا لها بورتريهات ومن أهمّهم فيليب دي لازلو وجان لوي فورين، بالإضافة إلى اوغست رودان الذي نحت لها تمثالا نصفيا من المرمر هو اليوم من مقتنيات متحف المتروبوليتان في نيويورك. غير أن هذه اللوحة التي رسمها لها اغناثيو ثولواغا، والموجودة اليوم في متحف بيلباو في مدريد، ظلّت دائما أشهر لوحة تصوّر الأميرة الشاعرة. بل إن هناك من يعتبرها من بين أفضل الأعمال التشكيلية التي ظهرت في القرن الماضي. وقد أنجز الفنان اللوحة أثناء إقامته في فرنسا. وفيها تبدو الكونتيسة دي نوي متّكئة على أريكة ومرتدية فستانا زهريا بينما طوّقت كتفيها العاريين بوشاح بنّي اللون. نظرات المرأة الهادئة ووجهها الوسيم ذو الملامح الدقيقة وابتسامتها الخفيفة تنبئ عن طبيعتها الواثقة ومزاجها الشاعري والمتأمّل. وعلى الأرضية هناك مزهرية وكتاب مفتوح وإلى جوارهما عقد ضخم ومجموعة من الكتب. ألوان الغرفة الداكنة، الستائر ذات الألوان السوداء والأرجوانية والخلفية الزرقاء تحيل الناظر تلقائيا للتركيز على وسط اللوحة، أي على هيئة المرأة، بملابسها الفاتحة ولون بشرتها، التي تعكس تباينا مع بقيّة العناصر الأخرى في الغرفة. تميّزت أشعار دي نوي بالغنائية وقوّة العاطفة وكثافة الصور. ومواضيعها تتمحور حول أفكار الحبّ والطبيعة والموت. وبعض قصائدها يغلب عليها الجانب الايروتيكي مع مسحة من العنف والمأساوية التي طبعت أشعارها المتأخّرة. وبالإضافة إلى الشعر، ألّفت عددا من الروايات والقصص القصيرة. وكانت مصادر إلهامها مزيجا من ثقافة اليونان الوثنية وأفكار فريدريش نيتشه المتطرّفة. بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، تغيّر المشهد الأدبي كثيرا في فرنسا مع ظهور الداديّة والرمزية والسوريالية وموجة الأدب والفنّ الطليعي. ويبدو أن دي نوي وجدت صعوبة في التكيّف مع التغيير الجديد، ففضّلت الاحتفاظ بأسلوبها القديم. وعندما توفيت في العام 1933 سار في جنازتها نخبة الأدباء والفنانين والساسة المعروفين في ذلك الوقت. اليوم وبعد مرور حوالي مائة عام على وفاتها، لا يكاد احد يتذكّر الكونتيسة دي نوي إلا باعتبارها سيّدة ارستقراطية جميلة وصديقة للأدباء والكتاب في زمانها. أما اغناثيو ثولواغا فقد عُرف بتأثّره بالرسّامين الأسبان الكبار. وبعض لوحاته لا يمكن تمييزها عن لوحات فيلاسكيز وإل غريكو. لكن بعضها الأخر يبدو أكثر شبها بـ دي غويا. فقد كان هو أيضا معنيا بتصوير الوجه الحقيقي لاسبانيا لكن ضمن منظور أكثر حداثة. ومثل غويا أيضا، كان ثولواغا منجذبا لرسم مباريات مصارعة الثيران والغجر والمغنّين المتجوّلين والفلاحين وشعراء التروبادور |
![]() |
![]() |
#5 |
شاعرة /إمارة الشارقة ...رئيسة مجلس الإدراة ..مالكة صدانا
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() تايتـوس فـي زيّ راهـب للفنـان الهولنـدي رمبـرانــدت ![]() ![]() كان رمبراندت مفتونا كثيرا برسم الأطفال. وقد خصّص العديد من لوحاته لرسم ابنه الوحيد تايتوس الذي أتى إلى الحياة بعد وفاة ثلاثة من أبنائه. كان رمبراندت يحيطه بالكثير من العطف والرعاية، خاصّة بعد أن توفّيت والدته بعد أشهر قليلة من ولادته. في بعض اللوحات يظهر تايتوس جالسا وهو يقرأ. وفي البعض الآخر وهو يرتدي ملابس أنيقة وقبّعة وسلسلة من ذهب. وهناك لوحة أخرى ُرسمت له عندما كان تلميذا صغيرا يظهر فيها جالسا إلى طاولة وممسكا بقلم وزجاجة حبر. في هذه اللوحة نرى تايتوس بعد أن بلغ مرحلة النضوج وقد ارتدى ملابس ثقيلة من الصوف وغطاء رأس ذا حوافّ عريضة في مشهد مفعم بالتوق والجاذبية. وفيه نلمح ذلك البريق اللوني الأخّاذ الذي يشعّ من رسومات رمبراندت الذي كان بارعا في استخدام الألوان البنّية والداكنة والأضواء الساخنة التي تشعل الأجزاء الباردة من لوحاته بوهج الظلال الأرجوانية والذهبية والصفراء. رسم رمبراندت هذا البورتريه وهو في أوج شهرته. في تلك الأثناء، كان تايتوس يطمح لأن يصبح رسّاما مثل والده. ويقال انه بدأ فعلا في تعليمه أبجديات قواعد الرسم. لكن لا ُيعرف على وجه التأكيد ما انتهت إليه تلك المحاولات. عندما رسم رمبراندت هذا البورتريه كان واضحا انه أصبح مقتصدا في رسم مواضيعه الدينية المفضّلة وبات أكثر ميلا لرسم بورتريهات شخصيّة تتّسم بالتأمّل والحميمية. ملامح وجه تايتوس الوسيم وتعابيره الحالمة وعيناه المسدلتان ووقفته التأمّلية تؤشّر إلى أن اللوحة ُرسمت بقدر كبير من الرّقة والحساسية والعاطفة. وقد اختار رمبراندت أن يخلع على ابنه هنا هيئة ناسك ايطالي اسمه فرانسيس يقال انه هجر الدنيا وعاش حياة تقشّف وزهد بعد أن وهب نفسه لله وتخلّى عن كلّ ما كان يملكه للفقراء والمحتاجين. بعد وفاة زوجته، أي والدة تايتوس، وجد رمبراندت بعض العزاء والراحة في كنف خليلته هندريكا التي قامت على رعايته ورعاية ابنه وكانت مثالا في الإخلاص والوفاء. ويُعتقد أنها الموديل التي استخدمها في رسم لوحته الشهيرة باثشيبا Bathsheba المأخوذة عن قصّة من العهد القديم. ومنذ سنوات، اكتشف العلماء ما اعتبروه أحد أسرار عبقرية رمبراندت وعظمته. فقد توصّلوا، اعتمادا على تحليل البورتريهات التي رسمها لنفسه أمام المرآة، إلى أن الرسّام كان مصابا بأعراض الاكستروبيا، وهو اعتلال يصيب العين وُيعرف عند العامّة بالعين الكسولة. ومن المفارقات الغريبة أن ذلك العيب أفاد رمبراندت وجعله يرى العالم بشكل مختلف. وبحسب ما يقوله العلماء، كانت عينه اليسرى ترى بانحراف قدره عشر درجات عن المركز؛ الأمر الذي ساعده على أن يرى الأشياء من حوله بصورة مسطّحة وليس بشكل ثلاثي الأبعاد كما اعتادت أن تراه العين السليمة والمتوازنة. في العام 1663 ضرب الطاعون هولندا فحصد أرواح عشرات الألوف من الناس وكان من بين ضحاياه هندريكا الوفية. وبعد ذلك بخمس سنوات عاود الوباء الظهور ليخطف معه هذه المرّة روح تايتوس الذي لم يكن قد مضى على زواجه سوى بضعة أشهر. كان عمره آنذاك لا يتجاوز السادسة والعشرين. وبعد ذلك بأقلّ من عام، أي في الرابع من أكتوبر 1669، توفي رمبراندت بعد أن كانت زوجتاه وجميع أبنائه قد توفّوا. ولم يكن عند سريره في لحظاته الأخيرة سوى ابنته الوحيدة كورنيليا التي أنجبها من هندريكا. وقد مات فقيرا معدما ودفن في قبر مجهول بإحدى كنائس امستردام القديمة. كان رمبراندت بإجماع غالبية النقاد ومؤرّخي الفن ظاهرة استثنائية يندر أن تتكرّر. وقد استقطبت حياته وفنّه اهتمام العديد من الكتّاب وظهر عدد لا يحصى من المؤلفات والكتب التي تتحدّث عن مظاهر عبقريّته وعن مكانته الرائدة في تاريخ الفنّ التشكيلي العالمي. ويمكن اعتبار رسوماته سجلا مصوّرا عن تاريخ وثقافة هولندا خلال القرن السابع عشر. |
![]() |
![]() |
#6 |
شاعرة /إمارة الشارقة ...رئيسة مجلس الإدراة ..مالكة صدانا
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() نقاش مع دانتي حول الكوميديا الإلهية للفنّانين الصينيين جانغ آن، داي دودو ولي تييزي ![]() ![]() قد تكون القيمة الإبداعية لهذه اللوحة موضع تساؤل وجدل. غير أن من الواضح أنها تتّسم بجدّة موضوعها وطرافة تناولها. وقد انتشرت مؤخّرا على نطاق واسع عبر الانترنت على الرغم من أنها ُرسمت قبل ثلاث سنوات.
صاحب فكرة اللوحة هو الرسّام الصيني داي دودو الذي أشرك معه في رسمها اثنين من زملائه لأن ضخامتها وكثرة الأشخاص والتفاصيل فيها كانت تتطلّب نوعا من الجهد الجماعي. ويبلغ طول اللوحة ستّة أمتار وعرضها ثلاثة. وهي تشبه في ضخامتها واتّساعها، إلى حدّ ما، لوحة رسّام عصر النهضة الايطالي باولو فيرونيزي بعنوان عُرس في قانا الجليل . وكانت الغاية أن تضمّ اللوحة مائة شخصية تاريخية من عصور وأمكنة مختلفة رأى الرسّامون الثلاثة أنها تمثل الشخصيّات الأهمّ في تاريخ العالم في ميادين الفكر والسياسة والحرب والفلسفة والفنّ والرياضة وغيرها. وقد استغرق رسمها حوالي السنة، واختار الرسّامون سور الصين العظيم ليكون المكان الذي يجتمع حوله هذا العدد الكبير من الشخصيات. في اللوحة تظهر الشخصيّات المائة في مشهد رتّبت تفاصيله بعناية. وقد كان في ذهن الفنانين الثلاثة أن يجمعوا كلّ هذه الشخصيات معا في هذا المكان كي يديروا نقاشا افتراضيا مع دانتي اليغييري شاعر القرن الرابع عشر الايطالي ومؤلف كتاب الكوميديا الإلهية. ويظهر دانتي واقفا في أعلى السور في الزاوية اليمنى من اللوحة، بينما يحيط به الرسّامون الثلاثة الذين يشرفون على الحشد المجتمع أسفل منهم. وفي خلفية اللوحة يظهر، بالإضافة إلى السور العظيم، صرحان آخران من أشهر صروح العالم القديم: أهرامات مصر وحجارة ستون هنج الأثرية البريطانية. دانتي يقوم هنا بدور المحاضر أو المعلّم. ويبدو انه اختير لهذه المهمّة لكونه مؤلّف الكوميديا الإلهية؛ الكتاب الذي يعتبره بعض النقاد أعظم عمل أدبي ألّف بالايطالية وواحدا من أهمّ التحف الأدبية العالمية. وهو عبارة عن مجموعة من القصص التي يحكي فيها دانتي عن رحلته المتخيّلة إلى عالم ما بعد الموت ويصف فيه على وجه الخصوص أهوال وعذاب الجحيم. أما شكل اللوحة وأسلوب بنائها وتوزيع الشخصيات فيها فمن المرجّح أن الرسّامين استوحوه من لوحة رافائيل المشهورة مدرسة أثينا التي صوّر فيها مجموعة من أهم علماء وفلاسفة العالم القديم وهم منخرطون في حلقة نقاش. لكنْ في هذه اللوحة لا يبدو أن ثمّة الكثير مما يربط الشخصيات بعضها ببعض. وقد يتساءل شخص، مثلا، عن العلاقة التي يمكن أن تربط سقراط بـ بيل غيتس، أو هتلر بـ بيتهوفن، أو ليوناردو دافنشي بـ ستالين اللذين يشاهدان وهما منهمكان في الحديث مع بعضهما. ومع ذلك لا تخلو اللوحة من بعض العناصر اللافتة والطريفة. فـ كوفي عنان يظهر وهو يعزف على آلة الفلوت، بينما نرى ليو تولستوي وهو مستغرق في العزف على الأكورديون، فيما بوش الابن ينظر عبر منظار مكبّر وخلفه مباشرة يقف أسامة بن لادن. ولم ينسَ الرسّامون أن يسجّلوا حضور النعجة المستنسخة دوللي التي تقف عند قدمي غاندي. والذي يدقّق في قائمة الشخصيّات المرسومة في اللوحة لا بدّ وأن يستغرب، مثلا، غياب أشخاص مثل المسيح وبوذا مقابل حضور أشخاص أقلّ شأنا مثل لاعب الكرة بيليه والمغنّي ايلفيس بريسلي والمخرج ستيفن سبيلبيرغ واعتبارهم من الشخصيات التاريخية. ثم هناك صورة خوان انطونيو سامارانش مسئول اللجنة الاولمبية العالمية سابقا والذي يبدو أن الرسّامين حشروه في اللوحة عنوةً، مجاملة له على تزكيته ترشيح الصين لاستضافة الاولمبياد الأخير على أراضيها. بعض النقاد قرءوا حضور دانتي في اللوحة وإعطائه دور المعلم قراءة مختلفة. فالمعروف أن الكوميديا الإلهية مكرّسة في جزء كبير منها للحديث عن صورة الجحيم والأهوال التي تنتظر العُصاة والخاطئين فيه. وكأنّ في هذا إشارة تخويف أو رؤية عن "جحيم ما" ينتظر شخصيات اللوحة أو بعضهم. ومن الملاحظ أيضا أن اللوحة تضمّ صورا لبعض الحيوانات والطيور التي رافقت الإنسان منذ فجر الخليقة، مثل الجمل والثور والنسر بالإضافة إلى صورة لكلب وخروف يقودهما شخص يُحتمل انه النبيّ نوح أو موسى. ولا بدّ أن يستوقف الناظر إلى اللوحة منظر الرجل الضخم ذي الملامح الصينية الذي يبدو مترنّحا فوق كرسيّه وكأنه يحاذر السقوط إلى الأرض. هذا الرجل بحسب ما يشير إليه اسمه هو "لي باي" الذي يعتبر أشهر شعراء الصين الكلاسيكيين والذي عاش في القرن الثامن الميلادي. وقد كان لي باي من أتباع الطاويّة وعُرف بأشعاره التي تمجّد الحرّية وبشغفه الكبير بالخمر وكثرة الأسفار. ولعلّ رسمه بهذه الطريقة الغريبة له علاقة بالكيفية التي مات بها. إذ يقال إنه غرق في مياه اليانغتسي بعد أن سقط من قاربه ليلا بينما كان يحاول، وهو سكران، الإمساك بالقمر المنعكسة صورته في مياه النهر. ومن الأشياء الأخرى التي تلفت الانتباه في اللوحة ذلك الصفّ الطويل من الأشخاص الذين يظهرون في أعلاها وهم يرتدون ثيابا بيضاء أشبه ما تكون بالأكفان بينما يأخذون طريقهم باتجاه الأهرامات التي قد تكون رمزا للموت أو الخلود. ترى هل هؤلاء هم الضحايا؟ قتلى الحروب والمآسي التي جلبها عظماء التاريخ من ساسة وقادة عسكريين؟ أغلب الظنّ أنهم كذلك. ومما يرجّح هذا الاحتمال صورة المرأة التي تقف في نهاية الصفّ خلف بوش الابن مباشرة وإلى جوار بن لادن، والتي ترفع يديها إلى السماء بالتوسّل والشكوى. ومن الواضح أن الرسّامين استعاروا هذه اللقطة من صورة فوتوغرافية مشهورة للمصوّر الفرنسي هنري بريسون التقطها في أربعينات القرن الماضي لأقارب ضحايا إحدى المذابح الطائفية التي حدثت في مدينة سريناغار الهندية. وهناك احتمال أن يكون الدافع الأساسي من وراء رسم اللوحة هو محاولة الترويج للثقافة الصينية في العالم. فهناك اثنتان وعشرون شخصيّة صينية في اللوحة, ومعظمهم مجهولون تماما خارج الصين. وربّما لا يُعرف منهم سوى كونفوشيوس ولاو تسو وجنكيز خان وماوتسي تونغ وصن يات-سين ودينغ شياو بينغ. وما يعزّز هذا الاحتمال طغيان الكثير من جوانب الثقافة الصينية على اللوحة، مثل الطاولات التي غُطيت بخارطة الصين، وقطع الأثاث والنقوش والزخارف الصينية والأواني البرونزية والعتاد الحربي والآلات الموسيقية الصينية. هناك من يقول إن سرّ شعبية هذه اللوحة واهتمام الناس بها يعود إلى حقيقة أن الناس في هذا العصر الذي تهيمن عليه الميديا واسعة الانتشار مفتونون كثيرا بالشخصيات النجومية وميّالون إلى تمجيد المشاهير بل وحتى إحاطتهم بهالة من التبجيل والقداسة، يستوي في ذلك أكان الشخص المشهور سياسيا أو مغنيّا أو رياضيا أو رسّاما أو ممثّلا أو غير ذلك. |
![]() |
![]() |
#7 |
شاعرة /إمارة الشارقة ...رئيسة مجلس الإدراة ..مالكة صدانا
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الراعـي الأجيـر للفنان البريطاني وليام هولمان هانت ![]() ![]() لا يمكن أن نفهم مغزى هذه اللوحة دون العودة إلى الوراء، وبالتحديد إلى منتصف القرن التاسع عشر، وهي الفترة التي شهدت انجلترا خلالها بعض التحوّلات على المستويين الديني والاجتماعي.
لكن لا بدّ في البداية من قراءة سريعة وأوّلية في المشهد الذي تقدّمه اللوحة. هنا نرى منظرا نموذجيا للطبيعة الريفية هو عبارة عن مرعى يضمّ أعدادا من الماشية والأشجار. وعلى أرض المرعى يجلس شابّ وفتاة على العشب. من الواضح من هيئة الشابّ أنه هو الراعي الذي أوكلت إليه مهمّة الاهتمام بالقطيع. لكنه يبدو غير مكترث كثيرا بالغنم لان هناك ما يشغله ويثير اهتمامه أكثر. إنها الفتاة الجميلة التي تبدو عليها علامات الدلال والتمنّع برغم ما يبديه الراعي نحوها من مشاعر الخضوع والتودّد. التفاصيل في اللوحة واضح أنها رسمت بطريقة دقيقة جدّا تجعلها اقرب ما تكون إلى الصورة الفوتوغرافية. يكفي أن نتمعّن في الأسلوب المرهف الذي استخدمه الرسّام في تمثيل الأغصان وأوراق الشجر والأزهار لندرك مدى براعته وإتقانه. في العديد من لوحات وليام هولمان هانت حضور دائم ومتكرّر للخرفان والقطيع. فبعد هذه اللوحة بسنة رسم الفنان لوحة أخرى أسماها الخراف الضالة ، وفيها تظهر مجموعة من الخراف وهي تخطو على أطراف منطقة جبلية وعرة فيما يوشك بعضها على السقوط من فوق الحافّة باتجاه الهاوية. ومن الملاحظ في هذه اللوحة الأخيرة أن القطيع ترك لوحده، إذ ليس هناك أثر للراعي الذي يفترض أنه يوجّه الغنم كي يجنّبها الوقوع في الأخطار ويوفّر لها الحماية. التسلسل الزمني الذي رسمت به اللوحتان يشير إلى المعنى الرمزي الذي قصده الفنان. في اللوحة الأولى كان الراعي حاضرا بجسده لكنه أهمل واجباته الأصلية لأن عقله كان في مكان آخر. وفي الثانية اختفى الراعي تماما من اللوحة وأصبح القطيع وجها لوجه أمام خطر محدق. في ذلك الوقت، أي زمن وليام هانت، كانت انجلترا تشهد نقاشا نظريا حاميا بين الكنيسة الانجليزية والجماعات الانغليكانية. وكان رجال الدين هدفا للوم والانتقاد لفشلهم في توجيه أتباعهم وتبصيرهم بأسس ومبادئ الأخلاق المسيحية. كما ساد اعتقاد آنذاك بأن البلاد غير محصّنة ولا موحّدة بما يكفي لصدّ غزو كان يقال بأن نابليون بونابرت على وشك أن يقوم به لأراضي انجلترا. إذن فاللوحتان تتحدّثان عن بشر لا عن خراف، وعن رعاة بالمعنى المجازي للكلمة، وهم القساوسة والرهبان الذين يرى الفنان أنهم تقاعسوا عن أداء واجباتهم وتركوا الرعيّة دون دليل أو مرشد. وبالنتيجة فإن هذه اللوحة، واللوحة الأخرى، مكمّلتان لبعضهما البعض ويمكن أن تفسّرا على مستويين: الأوّل عاطفي يروق للناس العاديين. والثاني تأمّلي يناسب النخب الفكرية والطبقة المثقفة. الجدير بالذكر أن الفكرة الرمزية للراعي ظهرت أوّل ما ظهرت في مقطع شعري من مسرحية الملك لير يصوّر فيه شكسبير راعيا أهمل واجباته تجاه الرعيّة وشغل نفسه بأمور ليست لها قيمة أو أهمّية من منظور المجتمع والدين. كان وليام هانت إنسانا متديّنا وميّالا للفضيلة والأخلاق، تشهد على ذلك إحدى أشهر لوحاته المسمّاة يقظة الضمير . وقد ُعرف عنه التزامه الصارم بتقاليد الرسم ما قبل الرافائيلي، وكان صديقا حميما لكل من جون ايفريت ميليه و دانتي غابرييل روزيتي . وفي بعض مراحل حياته قاده حبّ المعرفة والاكتشاف إلى فلسطين التي زارها عدّة مرّات بحثا عن مواضيع دينية للوحاته. وعلى إثر إحدى زياراته إلى هناك، عاودت الخرفان الظهور في لوحة أخرى من لوحاته اسماها كبش الفداء استلهم موضوعها من إحدى الأساطير التوراتية. |
![]() |
![]() |
#8 |
شاعرة /إمارة الشارقة ...رئيسة مجلس الإدراة ..مالكة صدانا
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() قسَـم الإخـوة هـوراتـي ![]() ![]() لم يكن دافيد مجرّد رسّام مشهور فحسب، بل يمكن القول أنه كان أشهر وزير للدعاية والإعلام في زمانه. فغالبية لوحاته مشحونة برسائل حماسية وشعاراتية وبمضامين سياسية ووطنية. وهذه اللوحة تندرج ضمن هذا التصنيف. وقد رسم دافيد اللوحة بناءً على طلب القصر في فترة كانت نذر الاضطراب والفوضى تخيّم على فرنسا. وبعد أربع سنوات من ذلك التاريخ اندلعت أولى شرارت الثورة الفرنسية. والفكرة التي تدعو إليها اللوحة هي تغليب الولاء للدولة على كل ما عداه من ولاءات عائلية أو حزبية أو دينية. في ذلك الوقت، كان من عادة الرسّامين النيوكلاسيكيين، وعلى رأسهم دافيد، أن يستلهموا أحداثا من التاريخ البعيد ليعيدوا رسمها ويسقطوها على الواقع السياسي والاجتماعي السائد آنذاك بعد أن يضيفوا إليها حمولات سياسية وإيديولوجية معيّنة. موضوع هذه اللوحة استمدّه دافيد من حادثة ورد ذكرها في التاريخ الروماني القديم. ففي حوالي نهاية القرن السابع قبل الميلاد، قرّر أهالي كلّ من "روما" و "ألبا" أن يحسموا بشكل نهائي وبطريقة غير مألوفة الصراع الطويل والمستمرّ بين الشعبين. وقد استقرّ رأي الطرفين على أن ينظّموا مبارزة دامية يختارون لكلّ طرف فيها أفضل ثلاثة مقاتلين لديه. وكان أن اختارت روما لهذه الغاية ثلاثة أشقاء من عائلة هوراتي، كبرى العائلات الارستقراطية فيها. بينما اختارت ألبا ثلاثة أشقاء من عائلة كورياتي المعروفة بنبلها وعراقتها. الجانب الميلودرامي في القصّة، ولعله أهمّ عنصر فيها، هو أن إحدى شقيقات الإخوة كورياتي، واسمها سابينا، كانت متزوجّة من أحد الإخوة هوراتي. وإحدى شقيقات الهوراتي، واسمها كاميليا، كانت مخطوبة لأحد الإخوة كورياتي. في اللوحة نرى والد الأشقاء هوراتي حاملا بيده حزمة من ثلاثة سيوف ومحرّضا أبناءه على القتال بشجاعة واستبسال. نظرات الإخوة الثلاثة تبدو مصمّمة وأيديهم ممتدّة بصلابة بينما يعلنون ولاءهم لروما ويقسمون على التضحية بحياتهم من أجل الواجب الوطني. جوّ المشهد يوحي بالرهبة. وما يعمّق هذا الشعور طريقة الفنان البارعة في توزيع الضوء وتمثيل الظلال على امتداد مساحات اللوحة. هناك أيضا هذا التضادّ بين نوعين من الانفعالات المتباينة كما يظهران على جانبي اللوحة. فإلى اليسار لا يوحي المنظر سوى بالقسوة والعنف والصرامة. فالأب يقف بملامح جامدة ونظرات باردة. انه متحمّس جدّا للقتال لدرجة أن الدم يكاد ينبجس من عروق ساقه النافرة. وواضح أنه غير مكترث كثيرا باعتبارات النسَب والمصاهرة التي تربط بين العائلتين. وعلى الجانب الأيمن صورة للضعف الإنساني في أجلى صوره كما يمثله منظر النساء الباكيات الحزينات. واعتمادا على تفاصيل القصّة، يمكن للمرء أن يتخيّل أن المرأة التي ترتدي الملابس البيضاء هي كاميليا شقيقة الإخوة، وأن التي إلى جانبها هي زوجة أحدهم أي سابينا. وفي الخلفية تظهر امرأة ثالثة بملابس سوداء وهي تحتضن طفلين يبدو الأكبر منهما وقد اكتسى وجهه بعلامات الخوف والتوتّر. رسم أكثر من فنّان هذه القصّة وتناولوها باعتبارها لعبة تنافُس على السلطة والنفوذ بين أسرتين ارستقراطيّتين قرّرتا في النهاية التضحية بالمشتركات الإنسانية وانتصرت فيها المصالح السياسية على مقتضيات الحبّ والعاطفة. غير أن الفنان دافيد اختار، كعادته، أن يشحن القصّة بالتوتّر والفخامة وأن يخلع عليها مضمونا وطنيا ويضمّنها أفكارا عن الاتّحاد وقوّة الإرادة والإصرار والعزيمة. تعتبر اللوحة أحد أعمال دافيد الأكثر أهميّة، بل وإحدى اللوحات المهمّة في تاريخ الفنّ الفرنسي كله. وقد أصبحت نموذجا للوحات التاريخية التي ظهرت في ما بعد وأضحت ترمز للبطولة والنبل والتضحية. وهناك من النقاد من يعزو سبب صعود دافيد وشهرته إلى هذا العمل بالذات. كان الفنان قبل رسمه للوحة قد ذهب إلى روما وأقام فيها لبعض الوقت، حيث وقف على طريقة الرومان في رسم الأعمدة والأقواس وعلى أساليب صناعة السيوف والخوَذ. كما تدرّب على طريقة رسم الملابس المنسدلة وزار بعض المتاحف لمعاينة طرُز اللباس التي كان يستخدمها الرومان الأقدمون. لكن كيف انتهت المبارزة؟ تقول الروايات إن المعركة أسفرت عن مصرع الإخوة كورياتي الثلاثة. كما قتل اثنان من الهوراتي. وعندما عاد الثالث إلى بيت عائلته، وجد شقيقته في حال من الحزن والغضب وسمعها وهي تلعن روما التي بسببها مات خطيبها وشقيقاها، فأقدم على قتلها. وقد ُحكم عليه بالموت على جريمته. لكن تمّ العفو عنه بعد ذلك على أساس أن بطولته وتضحيات عائلته مبرّر كاف للصفح عنه والإبقاء على حياته. |
![]() |
![]() |
#9 |
شاعرة /إمارة الشارقة ...رئيسة مجلس الإدراة ..مالكة صدانا
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() خـادمـة الحـليـب للفنان الهولندي يوهـان فيـرميـر ![]() ![]() يقال أحيانا انه ما من شيء يمكن أن يفسد العمل الفني أكثر من التفسيرات والشروحات غير الضرورية ومحاولات تحميله بأكثر ممّا يحتمل.
وهذه اللوحة، رغم بساطة موضوعها وأناقة ألوانها ورقّة خطوطها - وكلّ ذلك مما يروق للعين وتهواه النفس - كانت وما تزال موضع جدل بالنظر إلى ما تختزنه من رموز وإشارات خفيّة قيل إن فيرمير أودعها فيها. في اللوحة يخرج فيرمير عن النمط الذي كان الرسّامون الهولنديون يتبعونه في رسم الخادمات. إذ غالبا ما كنّ يُرسمهن بوصفهن وضيعات وخاملات وكسولات. فالخادمة في اللوحة تبدو على هيئة من النبل والجدّية والرصانة، بينما هي منهمكة في أداء جانب من وظائفها اليومية المعتادة. وهي هنا تصبّ الحليب في وعاء بينما نظرها مركّز إلى أسفل، أي إلى حيث الطاولة التي استقرّت عليها آنيّة وسلّة خبز وإبريق ذو لون اسود. أما المكان فعبارة عن غرفة شبه عارية إلا من بعض الأدوات والمستلزمات التي تتناسب مع بساطة الخادمة وطبيعة عملها. التفاصيل هنا مهمّة، ومن الواضح أنها مرسومة بعناية فائقة. فالجدار إلى الخلف مدهون بمزيج خفيف من الرمادي والأخضر. وعلى الجدار تبدو آثار مسامير تمّت إزالتها. وهناك أيضا الضوء الخفيف المتسرّب عبر الشبّاك في أقصى اليسار، وهو ملمح يكاد يكون ثابتا في معظم لوحات فيرمير. ومن العناصر الأخرى التي تسترعي الانتباه أيضا الألوان الجميلة والمتناسقة لملابس المرأة ذات الألوان الأزرق والأصفر والأحمر. وهناك أيضا الأسلوب الرائع الذي رسم به فيرمير خيط الحليب المنسكب والنسيج المذهّب للخبز وطيّات أكمام الفستان التي رُسمت بألوان مذابة. والى يمين النافذة، يمكن أن نلمح سلّة معدنية وإناءً بلون ذهبي لامع يعلوهما إطار لصورة. وعلى الأرضية هناك سخّان من النوع الذي كان ُيستخدم لتدفئة القدمين. هذه اللوحة ارتبطت دائما بمعنى رمزي؛ ديني على وجه الخصوص. وقد قيل في بعض الأوقات إن المرأة إنما تمثل السيّدة العذراء، بينما يرمز الحليب للنبيذ أو دم المسيح، فيما الخبز المهشّم كناية عن جسد المسيح الذي لحق به التلف بعد صلبه. وممّا يعزّز هذه الفرضية في منطق القائلين بالرمزية المقدّسة للوحة أن المسيح كان يصف نفسه بخبز الحياة، وأن للحليب في الإنجيل دلالة مقدّسة، علاوة على أن المسامير في جدار اللوحة لم توضع بمحض الصدفة وإنما أراد الرسّام من ورائها أن تكون رمزا لعملية الصلب. يُذكر أن فيرمير بعد أن أتمّ رسم هذه اللوحة باعها في نفس ذلك العام بمبلغ يقلّ عن مائتي غيلدر في مزاد بأمستردام، وهو سعر يعتبر عاليا نسبيا في ذلك الوقت. اللوحة موجودة اليوم في متحف ريكس الهولندي. وقد تمّ إخضاعها في وقت سابق لفحص بالأشعة تحت الحمراء كشف عن وجود أثر لخارطة على الجدار لكنها طمست وأخفيت لاحقا. ويظهر أن فيرمير عدل عن الفكرة بعد أن رأى انه قد يكون من غير المناسب رسم خارطة في المطبخ. عُرف عن فيرمير اهتمامه برسم الخرائط، وهي سمة متكرّرة في العديد من لوحاته. كما اشتهر بمناظر غرفه المملوءة بالضوء وبشخوصه المتأمّلة وببراعته في تمثيل الكراسي والإطارات المعلقة على الجدران وقطع الأثاث. وهناك من يشبّه لوحاته بالصور الفوتوغرافية لشدة واقعيّتها. وقد تجدّد الاهتمام بأعماله بشكل خاص بعد اختراع آلات التصوير الفوتوغرافي حوالي منتصف القرن التاسع عشر. وهناك دراسات نقدية وكتب كثيرة تتحدّث عن السّمات الفوتوغرافية في لوحاته. أسلوب فيرمير المتفرّد وتقنياته الثورية تركت أثرها على أجيال كثيرة ومتعاقبة من الرسّامين. من هؤلاء مواطناه بيتر دي هوك Pieter de Hooch وغابرييل ميتسو Gabriel Metsu، بالإضافة إلى كلّ من جوناثان جانسون Jonathan Janson وتوم هنتر Tom Hunter ، وأخيرا وليس آخرا سلفادور دالي الذي رسم بأسلوبه السوريالي الشاطح والغريب لوحة أسماها The Ghost of Vermeer أو شبح فيرمير.. |
![]() |
![]() |
#10 |
شاعرة /إمارة الشارقة ...رئيسة مجلس الإدراة ..مالكة صدانا
![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() غــشّــاشــو الورق للفنان الايطـالـي كـارافــاجـيــو ![]() ![]() تعود هذه اللوحة إلى عصر النهضة الايطالي وتعتبر من بين أكثر الأعمال التشكيلية إتقانا وتميّزا. وقد رسمها كارافاجيو في بدايات اشتغاله بالرسم، وحاول من خلالها ابتكار شكل جديد من الصور التي تتضمّن عناصر الغش والإخفاء والخداع. ويقال انه يستحيل تقليد اللوحة أو استنساخها. ومع ذلك، فقد قلدها رسّامون كثر، لكنْ لا أحد تمكّن من مضاهاة الأصل. في اللوحة نرى شابّين يلعبان الورق بحضور شخص ثالث يقوم بدور الضالع أو الشريك. وفي الزاوية اليسرى من الطاولة تستقرّ كومة من العملات الذهبية التي يفترض أنها ستذهب إلى من سيفوز في النهاية. الشابّ إلى اليسار يبدو ذا طبيعة رصينة وسمت وسيم. كما أن ملابسه الباذخة وهيئته الأنيقة تدلّ على خلفيته الاجتماعية الرفيعة. والذي يتمعّن في ملامحه ونظراته سرعان ما يدرك أنه يلعب دور البريء أو الضحية في اللوحة. أما الشابّ إلى اليمين فيجسّد دور الغشّاش، وهو يبدو على شيء من التوتّر واللهفة، فيما يخبئ بعض الورق وراء ظهره. وما يثير الانتباه في مظهره، بشكل خاص، هو أنه يرتدي خنجرا حول خصره. غير أن الشخصية الأكثر درامية في اللوحة هي شخصية الرجل الجالس بين الشابين. فملامحه ونظراته وحركاته تختصر التأثير السيكولوجي والدراماتيكي للمشهد. إذ يبدو الرجل منهمكا في استراق النظر إلى أوراق الشاب الجالس إلى جواره، بينما يتابع شريكه إشاراته وإيماءاته بتلهّف وحرص. نظرات الرجل متربّصة، مختلسة ومخاتلة. ومن الملاحظ أن كارافاجيو حرص على تغطية عينه اليمنى بطرف عمامة الشاب الجالس إلى جانبه لكي يكثف الإحساس بطبيعته المراوغة وليضفي على نظراته بعدا دراميا أعمق. ومع ذلك تبدو عينه الوحيدة، الظاهرة في الصورة، مفتوحة على اتساعها، تراقب وتتابع وترسل الإشارات والتلميحات إلى الجانب الآخر من الطاولة. وممّا يلفت الانتباه أيضا منظر يده التي خبّأها داخل قفاز بينما راح يؤشّر بإصبعيه لشريكه. من الواضح أن كلّ شيء يتمّ على هذا المسرح المصغّر خلسة وعن طريق الإيهام ومحاولة صرف الأنظار. والإخفاء هو سيّد الموقف هنا. فالشاب البريء واثق من أن أحدا لا يرى ما في يده من أوراق. والغشّاشان متأكّدان من أن الشاب غير واع بما يخطّطان له. وكلّ واحد من الثلاثة يلعب بطريقته الخاصّة ضمن لعبة اكبر يتنافس فيها الجميع للفوز بالجائزة. والذي يمرّ على تفاصيل اللوحة بطريقة عابرة سوف لن يلمح فيها سوى خمس أيادٍ. لكن بشيء من التركيز سيكتشف مكان وجود اليد السادسة. ويظهر أن كارافاجيو اختار أن يرسم اليد الثانية للرجل في ذلك المكان الذي لا يتوقّعه أحد، أي تحت ذراع شريكه وبالقرب من الخنجر، لكي يؤكّد مرّة أخرى على عنصر الإخفاء والتعمية، وربّما للإيحاء بأن اللعبة قد تنتهي بمشهد عنيف وغادر. من المعروف أن لعبة الورق من الرياضات الذهنية القديمة جدّا، لكنْ لا يُعرف أين ولا متى نشأت. وقد جرت العادة أن يتنافس المتبارون فيها على مبلغ من المال، أي أنها في النهاية ضرب من القمار. وكثيرا ما يلجأ اللاعبون إلى الحيل والأحاجي السحرية للسيطرة على النظام الذي يجري من خلاله توزيع وتبادل الأوراق. ومن أهم المواصفات المطلوبة في اللاعب سرعة البديهة وخفّة اليد والقدرة على مراقبة الخصم وكشف إستراتيجيته في اللعب. في هذه اللوحة، ثمّة ما يوحي بأن الخداع هو الذي سينتصر في النهاية على البراءة. لكن هناك من يرى بأن كارافاجيو إنما أراد أن يسرد قصّة أو حكاية، وهو لم يكن معنيا كثيرا بتضمين لوحاته دروسا أو مواعظ أخلاقية. ومن الأمور الأخرى التي تشدّ الناظر إلى اللوحة واقعيّتها الشديدة وألوانها اللامعة بالإضافة إلى تأثيرات الضوء فيها. هناك أيضا أناقة الملابس: اللباس المخملي الذي يرتديه الشابّ إلى اليسار بطيّاته وحواشيه الموشّاة بأناقة، وأيضا النقوش الزهرية والأنماط البديعة التي تزيّن ملابس الشخصين الآخرين. في ما بعد ظهرت لوحات كثيرة تتخذ من فكرة الغشّ أو الخداع موضوعا لها. ومن أشهرها لوحة بنفس الاسم للرسّام الفرنسي فالانتين دي بولون Valentin de Boulogne ولوحتان أخريان لـ جورج دي لا تور Georges de la Tour؛ الأولى بعنوان قارئة الحظ The Fortune Teller، والثانية The Cheater أو الغشّاش. في القرون الوسطى، كان كلّ من تثبت عليه تهمة ممارسة لعب الورق يعاقب بالطرد من الكنيسة. في حين كان بعض الملوك والحكّام يحظرونها باعتبارها شكلا من أشكال القمار الذي يهدّد النظام الاجتماعي لأنه يتيح لبعض الفئات فرصة الإثراء بطريقة غير مشروعة تتنافى مع مبدأ أن يعيش الإنسان من عرق جبينه وأن يكسب رزقه بوسائل شريفة ونزيهة. أما بالنسبة لـ كارافاجيو، فرغم أنه لم يعش أكثر من 39 عاما، فإن تأثيره وشهرته في زمانه وبعد وفاته كانا كبيرين وواسعين. وقد عُرف عنه قربه من أكثر الشخصيات نفوذا في مجتمع روما آنذاك. كما كان مقرّبا من رجالات الكنيسة والكرادلة الذين كلفوه برسم مواضيع دينية. لكنه أثار حنق هؤلاء بلوحته "موت العذراء" التي رسم فيها السيّدة بملامح وجسد امرأة مومس انطبعت صورتها في ذهنه بعد أن شاهد جثتها وهي تنتشل من مياه النهر بعد موتها غرقا. ومن أغرب الحوادث التي تروى عن هذا الفنان واقعة قتله لأحد الأشخاص في روما بغير قصد إثر شجار نشب بينهما. وقد تمكّن كارافاجيو بعد ذلك من الفرار بمساعدة احد أصدقائه القدامى من القساوسة. وبعد سنوات من هروبه، أصدر البابا حكما بالعفو عنه. وعندما عاد إلى روما، اعتقل عن طريق الخطأ لجريمة لم يرتكبها. لكنه توفي في السجن بعد ذلك بأيام بعد إصابته بمرض غامض لم يمهله طويلا. |
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|