"كيف تغير تصرفات أي شخص "... موضوع مُتجدّد.

كِتاب "كيف تغير تصرفات أي شخص " ، للدكتور دافيد ج. ليبرمان
يتضمن مجموعة من التقنيات التي يجب أن يمتلكها كل والدين، وكل زوجين ، وكل المشتغلين في ميدان التربية والتعليم، بل كل من يرغب في تجويد ذاته وتجويد المُحيطين به .
أشارككم أعِزّائي عزيزاتي الأدباء والأديبات ملخصا لما أدوّن خلال قراءتي للكتاب .وستأتي التقنيات تِباعا على شكل تعاليق مُتجدّدة.
أتمنى للجميع متابعة ممتعة ومفيدة .


توطِئة

--------
إن الذين يقولون أنهم سعداء بما هم عليه ،فهُم غير صادقين لأن كل شخص يريد أن يصبح أفضل، ويرغب في التغيير، لكننا أحيانا نكون غير قادرين من الناحية العاطفية على إدراك أن هذا التغيير أمر صائب بالنسبة لنا ولعلاقاتنا. وبالتالي فإن السؤال :" هل يمكن تغيير شخص لا يرغب في التغيير؟" غير وارد، لأن لا أحد لا يرغب في التغيير. السؤال الصحيح هو :" ما هي استراتيجيات علم النفس التي تشق الطريق عبر الحواجز العاطفية لتحقيق تغيير دائم نحو الأفضل؟".


فيما يلي ، أهداف وتقنيات التغيير

الموضوع الأصلي: "كيف تغير تصرفات أي شخص "... موضوع مُتجدّد. || الكاتب: نرجس ريشة || المصدر: مؤسسة صدانا مسجلة في الهيئة الدولية لحماية الايداع الفكري

الهدف الأول - تغيير معتقدات الشخص و قِــيَمِه.

التقنية1 : إختبار الرّبح .
-شخص له موقف من عملٍ ما ، أقلّية عِرقية ، فِئة عُمرية ... دون سبب ملموس، نثبت له أن ذلك العمل، الشخص ... سيجلب له ربحا ماديا كبيرا.سيجد نفسه في صراع لتغيير قناعاته كي لا يعتبر نفسه جشِعا مستغلا فقط ، بل مُقبلا على ذلك العمل ، الشخص ،... عن قناعة .

التقنية 2: تأنيب الضمير .

- نخبر الشخص الذي يقوم بسلوك سيء أنه يؤثر سلبا على أناسٍ يحبهم ( أبٌ يعتبر الخروج من المطعم دون دفع الحساب مغامرة مضحكة = أبناء يستبيحون حقوق الغير / أمّ لا تحترم قانون السير = أبناء متمرّدون على الضّوابط ...).

-نُخبر الشخص الذي يظن ألاّ أحد يعلم بسلوكه السيء ، أن بعضا ممن يحترمونه علِموا به . سيعمل جاهدا على التغيير الدائم لإثبات العكس .


التقنية 3 : التِّكرار .

تكرار الحديث ، والحثّ على السلوك المُراد تثبيتُه عند الشخص يساعد على ترسيخه في ذهنه و بالتالي اكتسابه .


التقنية 4 : تماسُك الصورة .

تُخبر الشخص بأنك تجده صادقا / شجاعا / أمينا / طباخا ماهرا / مجتهدا / واثقا من نفسه / ... (السلوك المُراد إصلاحه) ، وسيحاول اكتساب هذه الصفات للمحافظة على صورته أمامك. وهذا ما يُسمّى ب "الضغط الاجتماعي " .


التقنية 5 : الرّأي العام.

إبعاد الشخص عن الجو العام والبيئة السلبية التي تؤثّر في سلوكه . فقد أثبتت الدراسات أنه يَسْهُل على الأشخاص القيام بسلوكات سلبية في التَّجمُّعات والحُشود. الحلُّ إذن أن نضع الشخص في بيئة إيجابية كي تُصيبه عدوى السلوك الإيجابي بالتدريج.


التقنية 6 : رفع الحواجز.

عند ملاحظة سلوك غير جيد ، نبدأ بمدح الشخص و الإطراء عليه . ثم ،وبشكل غير مباشر نُحدّثه عن السلوك الغير اللائق والمَطلوب تصحيحه ، وبالتالي فنحن نُلقي اللوم على السلوك كأمر نرفض وجوده في المجتمع وليس على الشخص نفسه.


إقرأ المزيد ...

الهدف 2 : اِسْــتَحِــثّ الإخلاص عند أي شخص .

التقنية1: أحضِرهُ إلى جِهتك.

اجعل الشّخص جزءًا من فريقك وذلك بمنحه ثقتك وتزويده بمعلومات يعرفها القليلون وإعطائه بعض المسؤوليات الخاصة بِكما كــ"فريق".

التقنية2: كُن قُدوة.

قُم بما هو صحيح وعظيم كي يؤمن الآخر بك ، و أظْهِر له فِعلا وقولا أنك تُقدِّر كل ما هو صحيح حتى وإن توفَّرت مسارات أسهل .

التقنية3: مبدأ التَّدرُّج.

لا تُقحم فِكرة التغيير فجأة في حياة الشخص. اجتذِبهُ واجعلهُ يقتنع ويخلق بنفسه روابطَ عاطِفية ومادية مع الفكرة ، هكذا سيقبل بالأمور الصغيرة بداية ثم يقبل بالتغيير الكبير .

التقنية 4 : قُوّة التّواضع.

عندما تكون شديد الاعتدادِ بنفسك، لن يؤمن الآخر بتفكيرك ولن يتبنى مواقفك . فكُن له مثلاً يقتدي به ويُصدّقه : قُم بأعمال بسيطة ، كُن صادقا ، لا تدّعي المعرفة المُطْلَقة ، اعترِف بخطئك ، عامل الجميع باحترام ولا تنتظر المُقابل ، واعترِف بكل من ساهم في نجاحاتك و لو بشكل بسيط .


إقرأ المزيدفي التعليق القادم ...

الرائعة نرجس شكرا لكِ على هذه الإضافة

المميزة

كوني بخير ...

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غادة نصري

الرائعة نرجس شكرا لكِ على هذه الإضافة

المميزة

كوني بخير ...

كل الشكر لك الـمُــــتميزة روحا وحرفا وحضورا العزيزة غادة على المــُواكبة والدعم، والشكر لأعضاء وقُرّاء صدانا الجادّين الباحثين عن الفائدة .
تقديري للجميع .

الهدف 3 : أَزِلِ التّعصُّب من أيّ شخص.

التقنية 1 : ضعِ الشَّخص في قلب الموضوع كي يُصبح عنده أمرا ملموسا وضرورةً مُلِحّةً.

مثلا:

-لا تخبر مُدخِّنا عن أضرار التدخين . خُذه إلى مستشفى سرطان الرئة.

- لا تُحدّث أحدهم عن افتقار النقانق المطبوخة لشروط النظافة. أرِهِ صورا أو أفلاما عن سلسلة تصنيعها .

- لا تُدافع عن الأقلّيات العرقية أو المُهجّرين . عرِّف الشخص على نماذج ناجحة منها .

التقنية 2 : التقرير المُباشر .

تعتمد هذه التقنية على عَمَلَيْنِ :

أ – الحصانة الاجتماعية : أبْرِز للشخص الصفات الجيدة في شخصيِّةٍ عامَّة هو مُعجب بها . سيدفعه ذلك إلى تبَنّي سلوكات مُشابهة لمواقف الشخصية العامة . أو اِجعل ذلك الشّخص نفسه – إن أمكن - يلتقيه و يتحدث إليه.

ب – التّنافُر المعرفي : اِجعل الشخص يدخل في جدال مع نفسه بين أفكارهِ و أفكارٍ مُضادَّةٍ لها . فإن كان متصالحا مع ذاته سيعرف بإمكانية أن يكون على خطأ . وإن كان تقديره لنفسه منخفضا ، فسوف يعتقد أنه قد خُدِع في مرحلة ما من حياته ، وفي كِلتا الحالتين سيتزوَّد بطاقة عاطفية لإعادة النّظر في سلوكه و قناعاته.

التقنية 3 : لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟

كرِّر السؤال "لماذا ؟ "على الشخص . لماذا تخون / تدخن/ تكذب/ تتماطل في العمل/ تسرق/ لا تحترم المواعيد ...؟(حسب السلوك المُميِّز للشخص) . سيستمر في اختلاق الأعذار والمبررات حتى يقتنع بأنه ليس على صواب وأنه لا وجود لمبرر لتمسّكه بسلوكه.

التقنية 4 : العمل في مجموعات.

اِجعل الشخص يعمل في مجموعات مُختلفة في الأفكار و الأعراق والديانة والجنس، لكنها تجتمع لتحقيق هدف واحد. التعاون الإيجابي سيجعله يتجاوز مسألة التعصب ضد شخص أو شيء ما .

اقرأ المزيد في التعليق القادم ...

الهدف 4 : غيّرِ الأهل الذين لا يمضون وقتا أكبر مع أطفالهم.

التقنية 1: الجيران يُراقبون .

أشْرِك فرد الأسرة الغير مُهْتَم في أنشطة اجتماعية مع باقي الأسرة والعائلة والجيران .حسِّسهُ بالمسؤولية تجاه الجميع.

التقنية 2: المُقايضة :

أخبر شريكك أنك مستعد لتحمُّل بع أبائه ومسؤولياته على أن يقضي وقتا أطول مع الأولاد.

التقنية3: الرِّضا المُتبادل.

الاهتمامات والأنشطة المُشتركة بين الأبناء والآباء تخلق إعجابا مُتبادلا وثِقة إلى جانب المُتعة (رياضة-غناء-رسم- رحلات...)

التقنية4: كُن عمليّا.

خصِّص وقتا لأولادك، لا تجعل وقتك معهم مُستقطعا بين عمل و عمل. اِملأ هذا الوقت بما هو مفيد لبناء شخصية ابنك وبناء العلاقة بينكما.

التقنية 5: قُوّة التظاهر الكاذب.

يلتزم الطّرف المُقصر في قضاء الوقت مع الأولاد، شفويا أو كتابيا بتمضية وقت أطول مع الأولاد. بعد مدة نوجه له السؤال : ما هي الأنشطة التي قمت بها مع الأولاد؟ . في البداية سيختلق الأعذار والتبريرات ، ثم يضطر مع الوقت إلى الالتزام بتمضية وقت أطول و أفيد مع الأولاد.

اقرأ المزيد في التعليق القادم ...

الهدف 5 : اجعل شخصا ذو شخصية حزينة ومكتئبة سعيدا.

التقنية 1: فكّر وتصرّف و اجعل الشخص يفكر و يتصرف بمبدأ "أنا أهتمُّ بنفسي، سأستثمر ذاتي ولا أتجاهلها ، أنا أحب نفسي لذلك أبدل الجهد و الوقت اللازمين لأصبح ما أنا عليه وأحافظ عليّ للمدى الطويل".

التقنية 2: امنح الشخص المُنهك عاطفيا هدفا ، شيئا سعيدا يتطلع إليه. هدفا ليس آنيا ، بل كل ما من شأنه أن يجعله ينغمس بأفكاره في التخطيط كي يكون جزءًا من عالم يعتبره بعيدا عنه.

التقنية3 : شجّع الشخص على العيش وِفق نمط يتوافق مع القيم و المبادئ السليمة . فالطبيعة البشرية تقود إلى الشعور بالاضطراب والانقسام الداخلي وعدم الرضا . وبالتالي بالكآبة حين تتصرف عكس المبادئ السليمة.

تعلّم أن تسامح ، تعتذر ، تحب ، تعطي ..

.

التقنية 4: حوّل الشخص من التركيز على ذاته وهمومه إلى الآخرين و همومهم . اطلُب منه المساعدة لحلّ مشكلتك ، اطلُب منه النصيحة واقبل اقتراحاته واعمل بها وامنحه ثقتك

.

اقرأ المزيد في التعليق القادم ...

الهدف 6 : شجع شخصا على تخفيف وزنه

التقنية 1:ساعدني من فضلك.

لا تتكلم عن النحافة كأمر يخص الشخص الآخر ، بل كأمر يخصك أنت ، أنت من تريد إنقاص وزنك .سيهرعُ إلى مساعدتك وبالتالي إلى مساعدة نفسه على التغيير.

التقنية2: اغتنم الفرصة.

بمجرد أن يُبدي الشخص اهتمامه بالتغيير ، سارع إلى توفير الجو العام و السُّبُل إلى ذلك ، فذلك يعزز يقينه بأن الأمر شديد الأهمية .

التقنية3: جُزءٌ من النّمط.

-اجعل السلوك الغذائي و الرياضي وأي سلوك صحي جديد جزءًا من النمط اليومي حتى يصبح مُكتسبا وعادةً إيجابية .

التقنية4: قوة اللُّطف.

تجنب الانتقاد الدائم للسلوك السلبي واعتمد الدعم للسلوك الإيجابي . أشعِر الشخص بمحبّتك اللاَّمشروطة ، فأنت تحبه كما هو ، وحين يدرك أنك تُريد مصلحته سيسعى للتغيير إلى الأفضل.


هناك المزيد في التعليق القادم

الهدف7 : ساعد شخصا ليُحبَّ نفسه.

فُقدان الاحترام للذات يُولّدُ الغضب منها في مُحاولةٍ لإخفاء الضعف وعدم القدرة على السيطرة ، فيتحوّل الشخص إلى محاولة إرضاء الآخر لإخفاء عدم رضاه عن نفسه.
ستحبَّ نفسك حين تحترمها ، والاحترام يحصل حين تُقْدِم على ما هو صحيح بدَلَ ما هو سهل وحين تنتصر الروح في معركةِ قِواك الدّاخلية الثّلاث:
الجسد( النوم – الأكل –الرّغبة ...) – الذّات( السُّلطة – الامتلاك – القوة...) - الرّوح (القيم- المبادئ- الأخلاق- الدين ...).



الشُّروط السّتة لغرس تقدير الذات في النفس :
1- اجعل الشخص في حالة حركةٍ دائمة ( هواية-وظيفة- رياضة ...)
2- امنحه قُوّة دفعٍ محسوبة، أي أن بيده أن يغير شيءً في حياته بالإرادة ، وأن لأفعاله وتصرفاته أثرا في النتائج التي يحصل عليها . " لا أحد يتحكم في حياتي سِواي ، و أنا قادر على اتخاذ قراراتي وتحقيق نجاحاتي" .
3- الإحساس بالحرية و الاستقلالية : الحرية تعني القدرة على اختيار الهدف وبَدْلِ مجهود لتحقيقه والشعور بالمسؤولية تجاه النتائج. امنح الشخص هذه الحرية ولا تنتقد اختياراته . أصغِ إليه وشجّعه وانتبه إليه وإلاّ دَعْ صمتك يُظهر ثقتك به.
4- المغزى و الإحساس الثابت : اجعل الشخص يشعر أن ما يفعله يفيد الآخرين أيضا. فالشعور بالرضا عمّا نفعل ، بل والتأثير الإيجابي على شخص ما غير ذاتنا ، يوصِلُ إلى أعلى مُستوى الإشباع و تحقيق الذات و احترامها.
5- المُكوِّن الإبداعي : أَخْرِج طاقةَ الإلهام عند الشخص واجعله ينقل إحساسه الخاصّ إلى العالم بكل حرية. الإبداع يمنحنا شعورا بأننا أحياء ولسنا مجرد شيءٍ يعيش على الهامش . الإبداع انفتاح على العالم .
6- الصّالح والمُناسب والصّادق : إحترام الذات يتوقّف على تحقيق الأهداف بمسار سليم يتوافق مع القيم و المبادئ الصّالحة بأسلوب مُناسب وبكثير من الصِّدقِ و النّزاهة.


وهناك المزيد ...