![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
التسجيل | المدونات | التعليمـــات | التقويم | البحث | مشاركات اليوم | اجعل كافة الأقسام مقروءة | ||
تويتر أسماء | asma facebook | بوتقة المسك | موقع أسماء | موقع التاج | رفع الصور | مركز التحميل |
يوميات وعادات ركن خاص بتفاصيل يومك فضائك الخاص تقاليد وعادات بلدك وكل جميل تود رسمه هنا |
![]() |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
مشرفة / شاعرة مغربية
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
طالما راودني مذاقه بنكهة الطفولة، حين كانت تنتصب قبالتنا شجرة التوت خلف سور قصير لأحد المنازل، التي لم يكن يعمّرها أهلها إلاّ قليلا، ونحن غادون ورائحون من المدرسة، ولأنّ خديجة/الطفلة، لم ترهب شيئا غير عصا الفقيه، وصراخ أمها، حين يتملكها الغضب إثر سلوك أهوج يصدر منّي. فشجاعتي أكثر من اللازم، تلك الشجاعة الممزوجة بالاندفاع دون تقدير العواقب، ظللت أتطلع إلى الأغصان الحبلى المتدلية، وهي تحرّضني بلغة لن يفهمها غيري، أيّ الأغصان كان حملها ثقيلا على وشك القطف، فتسلق الحائط لم يكن أمرا يحتاج إلى جهد منّي، أذكر أنّي تسلقت نافذة بيتنا العالية، والتي كانت تشبه شناشيل بغداد، لأدخل البيت، حين عرفت أن أمي غير موجودة، وعلي ارتداء كسوتي الجديدة تهيئا لحفل المدرسة، الذي لم نعلم به سابقا، تركت أمي تعاقبني كيفما شاءت حينها، بما أنني تبجحت أمام زميلاتي بفستاني الجديد، كانت أمي تعتني باقتناء الفساتين لنا نحن البنات، وتصر على جذل شعرنا في ضفيرتين، كم تأفّفت وهي تمشّط شعري بقوة، تضفره من المفرق حتى آخر خصلة، على شكل (شارب دح)، تقول جارتنا العجوز (امّي إيزا) أن (دح) خادم سوداء، لها شفتان مكتنزتان، فتغدو الضفيرتين كشفتين غليظتين حول الرأس. تربط* أمي آخرهما بشرائط على عجل، أمي امرأة مستعجلة دائما، بحكم ما كان ينتظرها من مهام عظيمة.
كنت أنجح دائما في تسلق الجدار، والحذر والخوف من أن يباغثني أحدهم، صديقاتي ممن يرافقنني في الطريق إلى المدرسة كن يحرصن على مراقبة الشارع يمنة ويسرة، فهن لم يقدّمن هذا العمل مجانا، فنصيبهنّ من التوت محفوظ لدي، واصلت القفز لأمسك بعريشة متدلية، وقدماي الصغيرتان لم تسعفاني* في ذلك، تركت الحذاء والجوارب جانبا، وقررت تسلق الشجرة حافية، لحسن حظي كان جدعها قد أخرج قرونا صغيرة، تكمشها أصابع رجلي، كمخلب قطّ جيراننا (لاكي)، الذي يخرّب عزلتي، وهو يقفز على السرير كلما فتحت النافذة. حصتي من التوت وفرحتي به كانت تعادل تأهل منتخبنا للمربع الذهبي في مباريات كأس العالم، لكن لا جمهور لي كي يهتف في الطرقات بنصري، ويرفع شعارات الانتصار. تصاحبت مع ليلى الفتاة الشقراء، وهي (ابنة الشلوح) كما كنا نناديها إذا غضبنا منها، وتعني ابنة الأمازيغ، كأنّها شتيمة، يا لطفولتنا المتنمرة! ترك والد ليلى المتوفى مزرعة قريبة من بيتنا، وهي تفويت له من أحد النصارى ابّان الاستعمار الفرنسي. شجرتا التوت عظيمتان، منتصبتان، متباعدتان، كأن كلّ واحدة تحرس الجهة المقابلة لها، واحدة تطرح توتا أسود، والأخرى تطرح الأبيض، ورغم أن الأبيض يبعث على الانشراح والطلاقة إلا أنه كان أقل حلاوة ولذة...المجد للأسود...كنت أتودد لليلى كثيرا، حتى أني كنت أقوم بانجاز واجبها المدرسي، طمعا في توت مزرعتهم. وكم كنت أحنو على تلك الشجرة العملاقة، أتسلقها بحذر شديد، وكفاي الصغيرتان تكمشان على لحائها، أحاول احتضانها فأفشل، تمنيت لو كان لي ذراعان مطاطيان، أو رجلان بنوابض. الموضوع الأصلي: يوميات شوكة صبّار- الشوكة 32 || الكاتب: خديجة عياش || المصدر: مؤسسة صدانا مسجلة في الهيئة الدولية لحماية الايداع الفكري
|
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|